227

وكان كثيرا من الناس يكره مسير أمير المؤمنين -عليه السلام- إلى مأرب، ومن جملة من كره مسيره إلى مأرب قوم من انسابه الشرفاء، آل أحمد بن جعفر ببراقش على ما روي، فقال الإمام -عليه السلام-: حسبنا الله ونعم الوكيل لابد من وصول مأرب إن شاء الله تعالى، وإظهار أحكام الله تعالى، فأمر حينئذ إلى بدر بن محمد صاحب بيحان ليدري بكيده، وأمر [من](1) يتحسس أخبار الناس، ففرق الله كلمتهم من غير عناية أحد فاختلفت فيما بينها، وأقبل قبائل جنب إلى الإمام -عليه السلام-، فلما وصل العسكر من جهة صعدة وكانوا سبعين فارسا ونحو خمسمائة راجل من وجوه الناس وفرسان الشرف والعرب، فيهم الأميران الأجلان شهاب الدين وجمال الدين محمد والحسن أبنا علي بن يحيى من آل الهادي -عليه السلام- نهض -عليه السلام- سابع عشر شهر المحرم وقد اجتمع من الخلائق ما يصعب ضبطه، وقد جمعت الجمال من أقاصي البلاد فوفاها كراها(2)، وفرقها في الناس لما يحتاجون إليه من الزاد، والماء وقدم العساكر زمرا زمرا لأجل كفاية الماء لهم(3).

صفحه ۳۱۳