دولت اموی در شام
الدولة الأموية في الشام
ژانرها
46
السبب السابع:
هو ارتياب الحسين في حقه بالخلافة واعترافه اعترافا صريحا ليزيد بإمارة المؤمنين، وقوله لعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن والحصين بن نمير أنه مستعد لمبايعة يزيد في دمشق، فيروي لنا الطبري: «لقي الحسين الخيول بكربلاء فنزل يناشدهم الله والإسلام، وكان بعث «ابن زياد» إليه عمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وحصين بن نمير فناشدهم الحسين الله والإسلام أن يسيروه إلى أمير المؤمنين فيضع يده في يده فقالوا: لا، إلا على حكم ابن زياد.»
47
تألم يزيد لقتل الحسين
كل ما أوردناه لك من الأسباب قضى على سقوط الحسين، فكان مقتله يدعو إلى التألم لمصابه؛ خصوصا حينما ناشد قادة ابن زياد «الله والإسلام» أن يسيروه إلى يزيد قريبه ونسيبه ونده بدلا من إجباره على السير إلى رجل لا يعترف له بحكم وهو دونه بمراحل في الشرف والنبل، وتميل الناس بطبعها إلى نصرة الضعيف، لا سيما إذا كان لهذا الضعيف صلة برسول الله كصلة الحسين بجده المصطفى، وحمل رأس الحسين إلى ابن زياد فنصبه في الكوفة وطاف به في الأسواق وأرسله حالا إلى يزيد في الشام، فيروي لنا الكثيرون من المؤرخين أنه بكى لمرآه، وقال: «ويحكم، قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن الله ابن مرجانة - ابن زياد - أما والله لو كنت صاحبه لعفوت عنه، رحم الله أبا عبد الله.»
48
ولم يتأخر ابن زياد عن احترام نساء الحسين، فأجرى عليهن الرزق، وأمر لهن بالنفقة والكسوة وبعثهن إلى دمشق، فدخلن البلاط الأموي وبنات أعمامهن الأمويات تستقبلهن باكيات نائحات على صريع كربلاء، وأقمن عليه المناحة والحداد ثلاثا.
لا شك أن يزيد لم يفكر البتة بقتل الحسين، ولم يأمل أن تتطور المسألة العلوية فتلعب هذا الدور المهيب، ويقدم ابن زياد على الفتك به، لكنه خضع للنتائج التي لم يحسب لها مثل هذا الحساب، فاستشهد قائلا لما وضع رأس الحسين بين يديه:
يفلقن هاما من رجال أعزة
صفحه نامشخص