دولت اموی در شام
الدولة الأموية في الشام
ژانرها
66
الإسلام يقول: إن النفوذ والقوة بعد الله هما في يد الجماعة الإسلامية، وليس من خطيئة بعد الكفر أكبر من خطيئة الخروج على الجماعة والثورة عليها، وللخليفة ممثلها وحامل عصاها أن يحكم بموجب كتاب الله والسنة والإجماع والقياس، وقد انتخب معاوية بن أبي سفيان خليفة للمسلمين عام الجماعة في إيلياء
67 (بيت المقدس سنة 41ه/661م)، ودعي هذا العام بعام الجماعة لاجتماع الأمة بعد الفرقة على خليفة واحد، وذلك حين بايع له الحسن - بعد مقتل أبيه - بالخلافة، وكان قد أرسل معاوية بصحيفة بيضاء للحسن مختوم على أسفلها، وكتب إليه أن اشترط في هذه فما اشترطت فهو لك،
68
ثم اعترف العرب عموما بمعاوية خليفة للمسلمين.
الفصل الثاني
مأساة الحسين
(1) العوامل لتحطيم العرش الأموي في الشام بعد وفاة معاوية
عزم معاوية بن أبي سفيان عزما أكيدا طيلة أيامه على استئصال شأفة المعارضين للمركزية الأموية، فبذل الأموال ووهب المناصب وجيش الجيوش ونظم فرق العيون والأرصاد والشرطة في طول البلاد وعرضها، وقطع ألسنة الناس والشعراء بكرمه وحلمه ودهائه، وبما صرفه من الجهود القوية في سبيل استرضاء الناس والتودد إليهم والتحبب إلى زعمائهم، فتوفق في البلوغ إلى غايته بعض التوفيق، إذ سكنت الأحزاب إلى حكمه ورضخت لعدله، لكن كان هنالك عوامل جمة تعمل في الخفاء لتحطيم عرش الأمويين في الشام بعد وفاة معاوية الأول:
فالعامل الأول:
صفحه نامشخص