دولت اموی در شام
الدولة الأموية في الشام
ژانرها
لما تولى الحجاج العراقين وخراسان بذل جهدا عظيما في إتمام الفتوح المشرقية، وكان المهلب بن أبي صفرة ومحمد بن القاسم وقتيبة بن مسلم الباهلي قواده الكبار وسيوفه البتارة، فهم الذين نشروا لواء بني أمية حتى الصين، فغزا المهلب سنة 99ه/717م مغازي كثيرة، فأدت إليه الصغد الأتاوة وخضعت له كس ونسف وخجندة، وقد مات بزاغول من أعمال مرو الروذ حزنا على وفاة ابنه المغيرة، ولا نعلم تماما السنة التي ولد فيها، إنما يمكننا أن ندعي أن مولده كان قبل وفاة النبي بسنين، ولا شبهة أنك تذكر وقائعه مع الخوارج في البصرة والأهواز وما قام به من جليل الأعمال في الحركة الزبيرية، وأسندت إليه ولاية خراسان قبل وفاته، ولم يزل واليا بها إلى سنة 83ه/702م، وهو من القادة المجربين في الحرب، حتى إن ابن قتيبة في كتابه «المعارف» عابه بالكذب، ولكن لنذكر أن الحرب خدعة كما قال الرسول
صلى الله عليه وسلم ، وعرف بكلمات ووصايا تناقلها الأدباء من بعده؛ أشهرها:
أوصى المهلب ابنه يزيدا بقوله: «يا بني استعقل الحاجب واستظرف الكاتب، فإن حاجب الرجل وجهه وكاتبه لسان»، وله في حسن السمعة والثناء الجميل: «الحياة خير من الموت، والثناء الحسن خير من الحياة، ولو أعطيت ما لم يعطه أحد لأحببت أن تكون لي أذن أسمع بها ما يقال في غدا إذا مت.»
29
ورثاه نهار بن توسعة الشاعر بقوله:
ألا ذهب الغزو المقرب للغنى
ومات الندى والجود بعد المهلب
لمع نجم قتيبة بن مسلم الباهلي بعد وفاة المهلب، فولاه الحجاج خراسان، فأتى بخارى وبيكند وغزاهما مع أنهما صالحا قبل ذلك، فأصاب فيهما كثيرا من آنية الذهب والفضة، فقوي جيشه واغتنى جنده وتنافسوا بشراء الخيل وحسن الهيئة والعدة وغالوا بالسلاح، فقال الكميت:
ويوم بيكند لا تحصى عجائبه
وما بخارى مما أخطأ العدد
صفحه نامشخص