إنما كان يشاور تطييبا لقلوب أصحابه مع عدم إلزامية هذه الشورى له، والمضي فيما أمر به، وإن خالف ما أشار به أصحابه، وتعليما منه
صلى الله عليه وسلم
لمن يأتي بعده بضرورة المشاورة. ومن هنا يتعين الفصل بين الشورى في عهد الرسول
صلى الله عليه وسلم
وممارسات الشورى لمن جاء بعده؛ فالاستشهادات بالتطبيقات العملية للشورى في عهد الرسول
صلى الله عليه وسلم
فيها الكثير من عدم الدقة؛ لأن شخصية الرسول شخصية رسالية يصعب التمييز داخلها بين تصرفاته الرسالية المتأتية من الوحي وبين الاجتهادات الشخصية الدنيوية. والتوكل الذي أشارت إليه الآية في سورة آل عمران سواء أجاء موافقا أم مخالفا لأهل الشورى هو من أمر الله. ويمكن الاستشهاد بالعديد من الأمثلة المشابهة.
أما الخلفاء الذين جاءوا بعد النبي
صلى الله عليه وسلم
فكانوا يستشيرون الصحابة، لكن الآراء لم تكن ملزمة لهم باتباع ما أشير به ... وكل إنسان قديما أو حديثا يستشير لكنه غير ملزم باتباع ما أشير إليه دائما، وإلا فلا معنى للفظة الشورى.» ا.ه.
صفحه نامشخص