(مُقَدّمَة الْكتاب)
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم
الْحَمد لله جَامع الشتات وَرَافِع من شَاءَ فِي الْحَيَاة وَبعد الْمَمَات ومقيل الْمقبل على الاكثار من الطَّاعَات مِمَّن يعد من ذَوي الهيئات مَا لَعَلَّه يصدر عَنهُ من الزلات وقابل تَوْبَة من أخْلص وَرجع عَمَّا اقْتَرَف من البليات سِيمَا الصادرات فِي الصِّبَا الْغَالِب مَعَه ترك النّظر فِي العاقبات وفضلا عَمَّن نَشأ فِي الطَّاعَات بل ذَاك مِمَّن يئله الله فِي ظلّ عَرْشه ويمنحه الْمَزِيد من الكرامات فضل بعض خلقه على بعض فِي الْعلم وَالْعَمَل وَسَائِر الدَّرَجَات وَجعل لكل زمن رجَالًا يرجع إِلَيْهِم فِي النَّوَازِل والمهمات بِحَيْثُ لَا تزَال الطَّائِفَة قَائِمَة بالادلة القطعية والنظريات فَيمكن تيَسّر الِاجْتِهَاد من مجموعهم لما عدم وَاحِد يجمع شُرُوطه المحققات وَيمْنَع بوجودهم التأثيم على القَوْل بِأَنَّهُ من فروض الكفايات مُمَيّزا كل طبقَة على الَّتِي تَلِيهَا فِي الحركات والسكنات وَذَلِكَ بِالنّظرِ للمجموع على الْمَجْمُوع عِنْد مُسْتَقر الطَّبَقَات والاقرب مُتَأَخّر بِفضل عدد قبله بالأوصاف والسمات مَعَ أَن الْكثير بل الْأَكْثَر من أوساط هَذَا الْقرن وهلم جرا إِلَى آخر الْأَوْقَات إِنَّمَا مشاركتهم فِي مُسَمّى الْعلم وَالْحِفْظ ونسخة الْإِسْلَام وَنَحْوهَا من مجَاز الْعبارَات والاستعارات وَعند تَحْقِيق المناط هم فضلاء متفاوتون فِي الْفَهم والديانات وَلذَا ورد الشَّرْع بانزال كل مَنْزِلَته بِشُرُوطِهِ الْمُعْتَبرَات وَبَيَان المزلزلين من الاثبات والضعفاء من الْعُدُول التقات وَأهل السّنة من فاسدي العقيدات ليَكُون الْمَرْء على بَصِيرَة فِيمَا يصل إِلَيْهِ مِنْهُم وَلَو فِي الْقَضَاء والفتيا ومالهم من المصنفات فَكيف بذوي الرِّوَايَات وَهُوَ لجريانه فِي الْمصَالح وَكَذَا النصائح العامات كَانَ ذكر الْمَرْء بِمَا يكرههُ من أوكد الْمُهِمَّات
1 / 4
بل من الْوَاجِبَات مِمَّا اسْتثْنى من أَنْوَاع الْغَيْبَة الْمُحرمَات إِن لم يسترسل فِيمَا زَاد على الْحَاجَات
فَلهُ الْحَمد على نعمه الخفيات والجليات وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيدنَا مُحَمَّد سيد السادات ومعدن السعادات وعَلى آله وَصَحبه وَالتَّابِعِينَ لَهُم مَا دَامَت الأَرْض وَالسَّمَوَات
وَبعد فَهَذَا كتاب من أهم مَا بِهِ يعتني جمعت فِيهِ من عَلمته من أهل هَذَا الْقرن الَّذِي أَوله سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة ختم بِالْحُسْنَى من سَائِر الْعلمَاء والقضاة والصلحاء والرواة والأدباء وَالشعرَاء وَالْخُلَفَاء والملوك والأمراء والمباشرين والوزراء مصريا كَانَ أَو شاميا حجازيا أَو
يمنيا روميا أَو هنديا مشرقيا أَو مغربيا بل وَذكرت فِيهِ بعض الْمَذْكُورين بِفضل وَنَحْوه من أهل الذِّمَّة اكتفاءا فِي أَكْثَرهم بِمن أضفتهم إِلَيْهِ فِي عزوه لِأَنَّهُ اجْتمع لي من هُوَ الجم الْغَفِير وارتفع عني اللّبْس فِي جمهورهم إِلَّا الْيَسِير
مُسْتَوْفيا من كَانَ مِنْهُم فِي مُعْجم شَيخنَا وأنبائه وتاريخي الْعَيْنِيّ والمقريزي سِيمَا فِي عقوده الَّتِي رتبها النَّجْم بن فَهد وَإِن لم ينهضها لاستيفائه إِلَى غَيرهَا من التواريخ كالذيل لحلب لِابْنِ خطيب الناصرية ولمسكة للنجم بن فَهد مَعَ أَصله للفاسي والطبقات والوفيات الْمُدَوَّنَة والتراجم كشيوخ ابْن فَهد التقى وَولده تَخْرِيجه وَغَيرهَا من المعاجم وَمَا علقته من مجاميع مفيدنا الزين رضوَان أَو رَأَيْته فِي استدعاآت ابْن شَيخنَا وَنَحْوه من الْأَعْيَان وَسَائِر من ضبطته مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا أَو عني أَو أخذت عَنهُ وَلَو لم يكن لَهُ كَبِير اعتنا وَرُبمَا أثبت من لَا يذكر لبَعض الْأَغْرَاض الَّتِي لَا يحسن مَعهَا الِاعْتِرَاض وألحقت فِي أَثْنَائِهِ كثيرا من الْمَوْجُودين انْتِفَاع من لَعَلَّه يسْأَل عَنْهُم من المستفيدين مَعَ غَلَبَة الظَّن الْغَنِيّ عَن التَّوْجِيه بِبَقَاء من شَاءَ الله مِنْهُم إِلَى الْقرن الَّذِي يَلِيهِ
مُرَتبا لَهُ لتسهيل الْكَشْف على حُرُوف المعجم التَّرْتِيب الْمَعْهُود فِي الأسما والآباء والأنساب والجدود مبتدئا من الرِّجَال بالأسماء ثمَّ بالكنى ثمَّ بالأنساب والألقاب وَكَذَا المهبمات بعد الْأَبْنَاء مراعيا فِي التَّرْتِيب لذَلِك كُله حُرُوف الْكَلِمَة الْمَقْصُودَة بِحَيْثُ أبدأ فِي الْألف مثلا بِالْهَمْزَةِ الَّتِي بعْدهَا مُوَحدَة وَألف ثمَّ بِالَّتِي بعْدهَا رَاء على مَا ألف مردوفا ذَلِك بِالنسَاء كَذَلِك
وكل مَا أطلقت فِيهِ شَيخنَا فمرادي بِهِ ابْن حجر أستاذنا وَكنت أردْت ايراد شَيْء مِمَّا لَعَلَّه يكون عِنْدِي من حَدِيث من شَاءَ الله من المترجمين فَخَشِيت التَّطْوِيل سِيمَا أَن
1 / 5
حصل أيضاحه بالتبيين وَلذَا اقتصرت على الرضى والزكى والسراج والعضد والمحيوي مِمَّن يلقب رضى الدّين أَو زكى الدّين أَو سراج الدّين أَو عضد الدّين أَو محيي الدّين مِمَّن المُصَنّف عَلَيْهِ محتوى وأعرضت لذَلِك عَن الافصاح بالمعطوف عَلَيْهِ للْعلم بِهِ فأقتصر على قولي مَاتَ سنة ثَلَاث مثلا دون وَثَمَانمِائَة وثوقا بِأَنَّهُ لَيْسَ يشْتَبه
ثمَّ ليعلم أَن الْأَغْرَاض فِي النَّاس مُخْتَلفَة والأعراض بِدُونِ التباس فِي الْمَحْظُور مؤتلفة ولكنني لم آل فِي التَّحَرِّي جهدا وَلَا عدلت عَن الِاعْتِدَال فِيمَا أَرْجُو قصدا وَلذَا لم يزل الأكابر يتلقون مَا أبديه بِالتَّسْلِيمِ ويتوقون الِاعْتِرَاض فضلا عَن الْأَعْرَاض عَمَّا ألقيه والتأثيم حَتَّى كَانَ الْعِزّ
الْحَنْبَلِيّ والبرهان بن ظهيرة المعتلى يَقُولَانِ أَنَّك مَنْظُور إِلَيْك فِيمَا تَقول مسطور كلامك المنعش للعقول وَقَالَ غير وَاحِد مِمَّن يعْتد بِكَلَامِهِ وتمتد إِلَيْهِ الْأَعْنَاق فِي سَفَره ومقامه: من زكيته فَهُوَ الْمعدل وَمن مرضته فالضعيف الْمُعَلل إِلَى غَيرهَا من الْأَلْفَاظ الصادرة من الْأَئِمَّة الأيقاظ بل كَانَ بعض الْفُضَلَاء المعتبرين يُصَرح بتمني الْمَوْت فِي حَياتِي لأترجمه لَعَلَّه يخفي عَن كثيرين نعم قد يشك من يعلم أنني لَا أقيم لَهُ وزنا فيمرق بل يختلق مَا يضمحل فِي وقته حسا وَمعنى ويستفيد بِهِ التَّنْبِيه على نَفسه فَيتَحَقَّق مِنْهُ مَا كَانَ حَدثا وظنا
وَالله أسأَل أَن يجنبنا الاعتساف المجانب للأنصاف وَأَن يرزقنا كلمة الْحق فِي السخط وَالرِّضَا ويصرفنا عَمَّا لَا يرتضي ويقينا شَرّ القضا
وسميته الضَّوْء اللامع لأهل الْقرن التَّاسِع وَهُوَ مَعَ كتاب شَيخنَا وَمَا استدركته عَلَيْهِ فِي الْقرن الثَّامِن من تَفْوِيت أحد من أَعْيَان القرنين فِيمَا أَرْجُو نَفَعَنِي الله بِهِ وَالْمُسْلِمين.
1 / 6
(حرف الْألف)
آدم بن سعد بن عِيسَى الكيلاني الأَصْل ثمَّ الْمَكِّيّ قطنها نَحوا من عشْرين سنة وَزوج بهَا واسكن بِأخرَة رِبَاط سكر وَكَانَ مُعْتَقدًا. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسِتِّينَ.
آدم بن سعيد بن أبي بكر الجبرتي الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة والمتوفى بهَا شَابًّا قطنها مديما للاشتغال على فضلائها والواردين عَلَيْهَا فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وللتلاوة على طَريقَة جميلَة وإناقة من شُيُوخه السراج معمر بن عبد الْقوي فِي الْعَرَبيَّة وَعبد النَّبِي المغربي وَسمع على وَأَنا بِمَكَّة الْكثير من الصَّحِيح وَغَيره بل حضر عِنْدِي بعض الدُّرُوس. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالمعلاة عوضه الله الْجنَّة.
آدم بن عبد الرَّحْمَن بن حاجي الْوَركَانِي مَاتَ سنة بضع وَعشْرين.
أبان بن عُثْمَان بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ ولد فِي آخر سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة.
أبجد رجل مجذوب كَانَ يكثر التنقل من بَيت الْمُقَدّس إِلَى مَكَّة صُحْبَة الزين عبد الْقَادِر النَّوَوِيّ الْمَقْدِسِي وانتفع بلحظه وَمَا علمت مَتى مَاتَ.
إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَصْرِيّ نزيل مَكَّة والآتي أَبوهُ وأخواه مُحَمَّد وَإِسْمَاعِيل وَيعرف بِابْن زقزق مِمَّن قطن مَكَّة ورأيته بهَا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَكَذَا جاور بِالْمَدِينَةِ سِنِين وَكَانَ أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد من عُلَمَاء الْبَصْرَة وَهُوَ من الصلحاء. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَتِسْعين.
إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الْمُحب أَبُو الْفضل بن الْبُرْهَان بن البدراني عبد الله الْجَعْفَرِي الْمَقْدِسِي ثمَّ النابلسي الْحَنْبَلِيّ الْآتِي أَبوهُ وجده وَعَمه الْكَمَال مُحَمَّد من بَيت قَضَاء وَاعْتِبَار عرض على الخرقى وَقَرَأَ على بعض البخارى سوى مَا سَمعه على مِنْهُ وَمن غَيره كل ذَلِك فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَعَاد إِلَى بَيت الْمُقَدّس.
1 / 7
إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مَسْعُود القاهري المولد وَالدَّار الْآتِي أَبوهُ. وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن سَابق ولد بعد السِّتين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ يَسِيرا من الْمِنْهَاج حفظا أَو حلا ثمَّ زوجه وَالِده وتشاغل بِالْأَذَانِ والوقيد وَنَحْوهمَا بالمنكوتمرية بل أَخذ إمامتها وَغَيرهَا من الْوَظَائِف: كالصلاحية وَغَيرهَا بعد أَبِيه وَحج وتكسب بعد بِبَعْض الحوانيت عِنْد بَاب القنطرة وَرُبمَا اشْتغل بالخياطة وَعمل حاسبا وَفقه الله.
إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد برهَان الدّين النَّوَوِيّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيُقَال إِنَّه قريب النَّوَوِيّ أَخذ عَن التقى بن قَاضِي شُهْبَة وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتميز فِي الْفَرَائِض والحساب ومتعلقاتهما وأقرأ ذَلِك الطّلبَة وانتفع بِهِ جمَاعَة كَأبي الْفضل بن الإِمَام وَأَخْبرنِي أَنه شرح الْمِنْهَاج ونظم فَرَائِضه ثمَّ ضم إِلَيْهِ الْحساب ومتعلقاته فِي ألفية سَمَّاهَا الْحَلَاوَة السكرية زَاد غَيره أَنه شرح الجرومية وَكَانَ سريع النّظم حسنه. مَاتَ تَقْرِيبًا سنة خمس وَثَمَانِينَ بِدِمَشْق وَقد جَازَ السّبْعين
﵀ وإيانا.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر القَاضِي برهَان الدّين الأبودري ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي سبط الزين عبيد السكالسي وَولد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالأبودري ولد فِيمَا ظَنّه مِمَّا ذكره لَهُ وَالِده فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة ومختصر ابْن الْحَاجِب الفرعي والرسالة وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وَعرض على الْعِزّ بن جمَاعَة وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والبرهان البيجوري وأجازوه ولازم الزين عبَادَة فِي الْفِقْه وَغَيره كالشهاب الصنهاجي وَأبي الْقسم النويري فِيهِ وَفِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهمَا وَأخذ أَيْضا عَن الشهَاب الأبدي وابي الْفضل المشدالي بل وَحضر دروس الْبِسَاطِيّ واستنابه وَكَذَا استنابه من بعده وتصدى لذَلِك وَصَارَ من أَعْيَان النواب وَحج مرَارًا وجاور فِي اثْنَتَيْنِ مِنْهَا وَدخل الاسكندرية وَغَيرهَا وَسمع على ابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس. مَاتَ فِي ثَالِث صفر سنة تسع وَخمسين ﵀.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم برهَان الدّين الشِّيرَازِيّ الموقت لقِيه الْحَافِظ الْجمال
1 / 8
ابْن مُوسَى المراكشي باسكندرية وترجمه بالاستاذ الْفَاضِل الموقت وَقَالَ لَهُ مؤلفات فِي علم الْمِيقَات وَيَد طولى فِي متعلقاته من النُّجُوم وَغَيرهَا واستجازه لجَماعَة مِنْهُم ابْن فَهد وَذكره فِي مُعْجَمه بذلك. وَمَا علمت وَقت وَفَاته.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الرُّومِي الأَصْل العجمي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة وأخو حيدر الْآتِي لَهُ ذكر فِيهِ.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أَحْمد الميلق بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد القَاضِي برهَان الدّين ابْن الْخَطِيب الْبَدْر اللَّخْمِيّ الْحُسَيْنِي نِسْبَة لجدله القاهري الشَّافِعِي الشاذلي وَيعرف بِابْن الميلق. ولد فِي رَابِع رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَكَانَ يحْكى أَنه تَلا بِهِ لابي عمر وعَلى الْفَخر الضَّرِير وَأَنه حفظ غَيره وَسمع دروس ابْن الملقن والبلقيني وَالشَّمْس القليوبي والنور الأدمى فِي الْفِقْه وَغَيره ودروس وَالشَّمْس البوصيري وَسمع على التنوخي وَغَيره مِمَّا كُله مُمكن وَقد وقفت على سَمَاعه على الصّلاح الزفتاوي والحلاوي والسويداوي وَأَجَازَ لي وناب فِي الْقَضَاء وَصَارَ ذادربة بِالْأَحْكَامِ والشروط وَمِمَّنْ يذكر بجودة الخطابة لكَونه كَانَ كأبيه خَطِيبًا بِجَامِع الماس وصوته فِيهَا جَهورِي وَلذَا عينه الظَّاهِر جقمق
وَكَانَت لَهُ بِهِ خلْطَة حِين مجاورته لَهُ أَيَّام أَمرته بِالْقربِ من الْجَامِع الْمَذْكُور للخطابة بِجَامِع طولون بعد عزل أبي الْيُسْر بن النقاش عَنْهَا وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين مَعَ مشيخة الميعادية أَيْضا ولخطبة جَامع القلعة فِي أول جُمُعَة فِي صفر سنة أَربع وَأَرْبَعين حِين تغيظه على القَاضِي الشَّافِعِي.
وَذكر حِينَئِذٍ لولاية الْقَضَاء الْأَكْبَر ثمَّ بَطل إِلَّا أَنه صَار يَنُوب عَن السُّلْطَان ثمَّ غضب عَلَيْهِ وأبعده وَأرْسل بِهِ إِلَى القَاضِي الشَّافِعِي مَعَ أبي الْخَيْر النّحاس لينْظر فِي حكم صدر مِنْهُ فنهره القَاضِي وَقَالَ لَهُ أَنَّك أَفْتيت فِي الْأَحْكَام بِدُونِ إِذن مني وَلم يزل خاملا حَتَّى مَاتَ فِي سنة سبع وَسِتِّينَ ثامن عشرى شعْبَان وأرخه البقاعي فِي نَحْو النّصْف من رَمَضَان بعد أَن أضرّ وأملق وقاسى مَا لَعَلَّه يكفر بِهِ عَنهُ وَدفن بتربة التَّاج بن عطاءالله من القرافة عَفا الله عَنهُ وَقد بَالغ البقاعي فِي أَذَاهُ حَيْثُ تَرْجمهُ فِي مُعْجم شُيُوخه لكَونه لم يجرئه على أخصامه جَريا على عَادَته وَنسبه إِلَى الاختلاق وَأَنه الْأَذَل نسْأَل الله السَّلامَة. وَلما أورد المقريزي خطابته بالسلطان حِين غضب على شَيخنَا سَمَّاهُ برهَان الدّين إِبْرَاهِيم
1 / 9
ابْن شهَاب الدّين أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن مياق وَالْأول أشبه.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن مُوسَى الْمَقْدِسِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ ثمَّ الشَّافِعِي أَخُو الزين عبد الرَّحْمَن الهمامي وَعبد الرَّزَّاق وَمُحَمّد الْآتِي ذكرهم وَكَذَا أبوهم. ولد فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين والمنهاج الفرعي والملحة وايساغوجي وتصريف الْعُزَّى وَغَيرهَا وَخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن النَّجْم بن قَاضِي عجلون وَجمع الْعشْر على وَالِده والسبع على الشَّمْس بن عمرَان ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ إِذْ قدمهَا فِي سنة أَربع وَسبعين على الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي وَقَرَأَ على حِينَئِذٍ فِي الْأَذْكَار وَغَيره وَأَظنهُ أَخذ عَن البقاعي وَجَمَاعَة وَحج مرَارًا وزار بَيت الْمُقَدّس وقطنه وقتا ولقيتي بِمَكَّة أَيْضا وَمَعَهُ وَلَده مُحَمَّد فَعرض محافيظه على وَكَانَ يُؤَدب الْأَطْفَال بكلاسة الْجَامِع الْأمَوِي وَنعم الرجل كَانَ فضلا وَخيرا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي رَمَضَان سنة أَربع وَتِسْعين بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَكَانَت جنَازَته حافلة ﵀ وإيانا.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْفَقِيه برهَان الدّين بن قطب الدّين القلقشندي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الأطروش أَخُو شَيخنَا الْعَلَاء على الْآتِي وأخوته وَسمع فِي
سنة تسع وَتِسْعين بعض الصَّحِيح على ابْن أبي المجدو غير ذَلِك بمشاركة التنوخي والحافظين الْعِرَاقِيّ والهيثمي الْخَتْم مِنْهُ وَكَذَا سمع عَليّ ابْن الْجَزرِي وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِمَّن تَأَخّر واشتغل يَسِيرا وَكتب الْمَنْسُوب وَينزل فِي صوفية البيبرسية والجمالية وتكسب باقراء الْأَطْفَال مُدَّة وَكَانَ خيرا أجَاز لي وَمَات فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين ﵀ وَهُوَ وَالِد بدر الدّين مُحَمَّد.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن خَليفَة البجائي قاضيها فِي زَمَنه. مَاتَ فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ أرخه ابْن عزم.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن ثَابت النابلسي شخص من بني عبد الْقَادِر شُيُوخ نابلس نَشأ بهَا فتعلم الْكِتَابَة وَقَرَأَ شَيْئا من الْقُرْآن وانتمى لقاضيها الشَّافِعِي أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن الجوبري وخدمه بِحَيْثُ صَار يَسْتَعْمِلهُ فِي الشَّهَادَات مَعَ تكسبه فِي غُضُون هَذَا حَرِيرًا فَترفع حَاله يَسِيرا ثمَّ سَافر إِلَى دمشق وَتردد للبلاطنسي وَحضر
1 / 10
عِنْده واجتهد فِي خدمته فراج هُنَاكَ وَحصل بجاهه وظائف فِي الْجَامِع وانضم بعد مَوته للزين خطاب وَرُبمَا حضر دروسه بل قَرَأَ فِي الجرومية على أبي الْعَزْم الحلاوي وَلَكِن لم يفتح عَلَيْهِ فِي شَيْء من ذَلِك بل تميز فِي المخاصمات.
وَنَحْوهَا وخدم عِنْد الْعَلَاء الصَّابُونِي واستنابه فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق وَتكلم عَنهُ فِي عدَّة جِهَات وتزايدت محاسنه فِي هَذَا النَّوْع وَذكر بَين المباشرين وَنَحْوهم وترقى لخدمة السُّلْطَان إِلَى أَن كَانَ من أكبر المرافقين للعلاء مخدومه حِين نكب مَعَ تكَلمه بَين النَّاس وَبَين الْملك فِي الولايات والعزل والمخاصمات والمصادرات وَنَحْوهَا فازدحم الغوغاء بل وَكثير من الْخَواص بِبَابِهِ وَقطع وَوصل وَقرب وَبعد وَتسَمى وَكيل السُّلْطَان وهابه كل أحد وأضيفت إِلَيْهِ تداريس ومشيخات وأنظار وَغَيرهَا من الْجِهَات وتمول جدا وَصَارَت الجمالية لسكناه بقاعة مشيختها كدار وأتى الشرطة وَكَاد أَن يخرب الديار الشامية بِنَفسِهِ وبولده الْآتِي فِي الأحمدين إِلَى أَن أمسك كل مِنْهُمَا فِي مَحل سلطته وَأخذ مِنْهُمَا من الْأَمْوَال والذخائر مَا يفوق الْوَصْف مَعَ مزايدها بَينهمَا وَضرب هَذَا بَين يَدي السُّلْطَان ثمَّ الدوادار الْكَبِير حَتَّى أشرف على التّلف وَحِينَئِذٍ حمل من بَيت الدوادار فِي قفص الى الجمالية فَلم يلبث أَن مَاتَ على حِين غَفلَة فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فَغسل وكفن وَصلى عَلَيْهِ ثمَّ دفن بتربة عضد الدّين الصيرامي وَاسْتقر بعده فِي تدريس الخروبية بِمصْر الشَّمْس البامي وَفِي تدريس
القطبية بِرَأْس حارة زويلة الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وَفِي نظر الْمَسْجِد الْمَعْرُوف بِابْن طَلْحَة تجاه البرقوقية الشهَاب بن المحوجب وَفِي نصف مشيخه الصلاحية بِبَيْت الْمُقَدّس ابْن غَانِم وَمَا تأسف عَلَيْهِ أحد مِمَّن يمِيل إِلَى الْخَيْر على فَقده بل هُوَ مستراح مِنْهُ مَعَ منامات كَانَ يخبر بهَا عَن نَفسه وأحوال نسْأَل الله خَاتِمَة خير.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن حسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد برهَان الدّين العجلوني ثمَّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة كَانَ أَبوهُ برادعيا فَنَشَأَ هُوَ تَاجِرًا فِي الْبر بِبَعْض حوانيت الْقُدس وَقد مَاتَ أَخ لَهُ اسْمه حسن كَانَ عطارا محظوظا فِي التِّجَارَة خيرا رَاغِبًا فِي بر الطّلبَة فورثه وبواسطته كَانَ الْبُرْهَان يجْتَمع بالزين ماهر أحد عُلَمَاء الْقُدس
1 / 11
وصلحائه فَرَأى مِنْهُ فطنة وذكاءا فخطبه للاشتغال ورغبه فِيهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْحَاوِي الصَّغِير فِي التَّقْسِيم وَأذن لَهُ بعد بِيَسِير فِي التدريس بِحَيْثُ عرف بِهِ وَكَذَا قَرَأَ ألفية النَّحْو على أبي عَليّ الناصري الْمُؤَدب وانتمى إِلَيْهِ جمَاعَة من فُقَرَاء النَّاس وَكَانَ يحلق بهم لاقرائهم مديما لذَلِك ثمَّ صاهر التقى القلقشندي على ابْنَته وَلكنه قبل الْبناء بهَا قدم الْقَاهِرَة ساعيا فِي مشيخة صلاحيتها بعد تنافسه مَعَ ابْن جمَاعَة فَلم ينْتج لَهُ أَمر وَلزِمَ من ذَلِك إِقَامَته فِيهَا فتضررت الزَّوْجَة وَأَهْلهَا لذَلِك وَأَرْسلُوا فِي تخييره بَين الطَّلَاق أَو الْمَجِيء للدخول وساعدهم الْأَمِير أزبك الظَّاهِرِيّ حَتَّى علق طَلاقهَا على مضى مُدَّة إِن لم يتَوَجَّه إِلَيْهِم قبل انتهائها وَتوجه وَدخل بهَا واستولدها وَمَاتَتْ تَحْتَهُ فَورثَهَا وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَحج وَدخل الشَّام وَغَيرهَا وراج أمره بذكائه وَتَعْبِيره عَن مُرَاده وأقرأ الطّلبَة فِي فنون وأخذعنه غيرواحد من الْأَعْيَان لكنه كثر انتماء الْأَحْدَاث إِلَيْهِ وَأكْثر هُوَ من التبذير والإنفاق عَلَيْهِم وعَلى من لَعَلَّه يجْتَمع عَلَيْهِ حَتَّى افْتقر بعد المَال الْكثير وَصَارَ ينْتَقل من مَكَان إِلَى مَكَان لعَجزه عَن أجرته وَمن قَرْيَة لأخرى لاشتهار أمره عِنْد أهل الأولى مَعَ كِتَابَته على الفتاوي بل رُبمَا قصد فِي تَرْتِيب مَا ينشأ عَنهُ الْوُصُول للمقاصد مِمَّا قد لَا يكون مطابقا للْوَاقِع وَقد يَأْخُذ الْجعَالَة فِي كليهمَا مِمَّا يحملهُ عَلَيْهِ شدَّة الْفقر والتساهل وَهُوَ مِمَّن لَهُ الْيَد الشلاء فِي الْكَنِيسَة وَلَا زَالَ فِي تقهقر حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ بحارة بهاء الدّين لكَونه كَانَ قد سكن بَيت الصّلاح المكيني فِيهَا سامحه الله وإيانا.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن حسن بن الْغَرْس خَلِيل بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن رَمَضَان بن الْخضر بن خَلِيل بن أبي الْحسن برهَان الدّين أَبُو اسحاق بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الْبَدْر أبي مُحَمَّد
التنوخي الطَّائِي العجلوني ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْغَرْس. ولد على رَأس الْقرن تَقْرِيبًا ولازم ابْن نَاصِر الدّين فَأكْثر عَنهُ وَكَذَا سمع على الشَّمْس مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمُحب الْأَعْرَج والشرف عبد الله بن مُفْلِح سنَن ابْن مَاجَه وعَلى لَطِيفَة ابْنة الأياسي جُزْء ابْن عَرَفَة بحضورها لَهُ فِي الثَّالِثَة على زَيْنَب ابْنة ابْن الخباز فِي آخَرين وارتحل صُحْبَة شَيْخه إِلَى حلب فَسمع بهَا من الْحَافِظ الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي وببعلبك من التَّاج بن بردس ولقى شَيخنَا فِي سنة أحد فَقَرَأَ عَلَيْهِ بِظَاهِر بِلِسَان
1 / 12
جريء وَقدمه للاستملاء عَلَيْهِ فِيمَا أملاه بِدِمَشْق بِإِشَارَة شَيْخه فِيمَا أَظن وَطلب وقتا وَلم يُمْهل وَلَا كَاد هَذَا مَعَ وصف شَيخنَا لَهُ فِي مراسلة كتبهَا إِلَيْهِ من أَجلي بِالْحَافِظِ وَفِي مَوضِع آخر بصاحبنا نعم تَرْجمهُ الْبُرْهَان الْمَاضِي فِي بعض مجاميعه بقوله طَالب علم استحضر بعض شَيْء انْتهى وَهُوَ أشبه.
وَقَرَأَ البُخَارِيّ على الْعَامَّة فِي الْجَامِع الْأمَوِي والناصري وخطه كعقله ردئ وَعبارَته سقيمة وَعِنْده من الْكتب والأجزاء وتصانيف شَيْخه مَا لم ينْتَفع بِهِ بل وعطل على غَيره الِانْتِفَاع بهَا لعدم سماحه بعاريتها حَسْبَمَا استفيض عَنهُ حَتَّى نقل عَنهُ أَنه كَانَ يَقُول إِذا عَايَنت الْمَوْت ألقيتها فِي الْبَحْر وكما قَالَ وَقد لَقيته بِدِمَشْق وَمَا أكثرت من مُجَالَسَته لَكِن رَأَيْت بعض الطّلبَة استجازه فِي استدعاء فِيهِ بعض الْأَوْلَاد وَزعم أَنه أَخذ عَن عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي فَالله أعلم وَحدث باليسير. مَاتَ فِي الْعشْر الثَّانِي من شَوَّال سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بِدِمَشْق وتفرق النَّاس كتبه بأبخس ثمن ﵀ وَعَفا عَنهُ هَذَا وَسَيَأْتِي فِي إِبْرَاهِيم.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْأَذْرَعِيّ الأَصْل أحد الْأُخوة من بني الإِمَام شهَاب الدّين وشقيق الْكَمَال مُحَمَّد مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية واختص بالكمال نَاظر الْجَيْش وَحج مَعَه فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن حُسَيْن الْموصِلِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي نزيل مَكَّة كَذَا ذكره شَيخنَا والمقريزي بن مُحَمَّد بن حُسَيْن.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن خضر الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ مَاتَ سنة سِتّ عشرَة.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن خلف النَّبِي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي التَّاجِر بسوق الْعَمى خَارج بَاب الْفتُوح ووالد أَحْمد وَمُحَمّد الآتيين كَانَ خيرا متعبدا كثير التِّلَاوَة حفظ فِي صغره الْعُمْدَة والملحة والرسالة واشتغل عِنْد الزينين عبَادَة وطاهر وَغَيرهمَا وَينزل فِي الخانقاه الجمالية وَغَيرهَا
وَحج وجاور وَاقْتصر على التكسب مَعَ الْعِبَادَة والتلاوة حَتَّى مَاتَ فِي عشر رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ ﵀ وإيانا.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن رَجَب بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن جميل بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن سَعَادَة بن عِيسَى بن مُوسَى أبي البركات بن عدي بن مُسَافر برهَان الدّين أَبُو اسحق بن الشّرف البقاعي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الشهَاب أَحْمد الْآتِي وَأَبوهُ وَيعرف بالزهري لكَونه سبط الشهَاب الزُّهْرِيّ بل يجْتَمع مَعَه أَيْضا فِي أَحْمد بن عُثْمَان. ولد فِي
1 / 13
سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة واشتغل قَلِيلا وَولى بعد قَضَاء طرابلس دون شهر ثمَّ عزل ثمَّ أُعِيد فَلم يُمكن من الْمُبَاشرَة ثمَّ ولى قَضَاء صيداء مُدَّة ثمَّ سَافر إِلَى الْقَاهِرَة للسعي فِي طرابلس فَلم يحصل لَهُ فولى كِتَابَة سرصفد ثمَّ أضيف إِلَيْهِ الْقَضَاء بهَا ثمَّ استعفى مِنْهَا لقلَّة معلومها مَعَ أَنه كَانَ بَاشر قضاءها مُبَاشرَة حَسَنَة فِيمَا نقل عَن التقى بن قَاضِي شُهْبَة ثمَّ أُعِيد لقَضَاء صيداء ثمَّ عزل وَولى قَضَاء حماه مرّة بعد أُخْرَى وَكَانَ قاضيها فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ ثمَّ قدم دمشق وسعى فِي النِّيَابَة بهَا أَيَّام الشهَاب بن المحمرة فَلم يجبهُ فَلَمَّا اسْتَقر ابْن الْبَارِزِيّ فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ استنابه ثمَّ نَاب لمن بعده وَأخذ خطابة بيروت من الْقُضَاة بل أَخذ لوَلَده قضاءها فجرت لَهُ أُمُور وشكى فعزل وَلَده فَتَوَلّى هُوَ قضاءها وَتوجه إِلَيْهَا ليصلح بَين وَلَده وَبَين غُرَمَائه فَمَا تيَسّر لَهُ ذَلِك واخترمته الْمنية يُقَال من حمرَة طلعت فِيهِ فِي آخر نَهَار الثُّلَاثَاء حادي عشرى صفر سنة أَرْبَعِينَ قَالَ التقى بن قَاضِي شُهْبَة: كَانَ جيد الْعقل كثير المداراة محبا فِي الطّلبَة مساعدا لَهُم فِي حشمة وكرم وضيق فِي غَالب عمره وتحمله الدّين قَالَ وَلم يكن فِيهِ عيب أعظم من قلَّة الْعلم.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَامر السَّعْدِيّ شيخ عمر دهرا فِيمَا قيل وَحدث بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن الْفَخر بن البُخَارِيّ روى عَنهُ التقى أَبُو بكر القلقشندي وَقَالَ أَنه بَقِي إِلَى حُدُود سنة خمس عشرَة.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عوض الطنتدائي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ عبد الرَّحْمَن لم يكن مِمَّن سلك طَرِيق وَالِده وَلَا قَرِيبا مِنْهَا بل كَانَ متصرفا بِأَبْوَاب الْقُضَاة وَبِيَدِهِ نصف أُمَامَة الرِّبَاط بالبيبرسية حَتَّى مَاتَ قَرِيبا من سنة ثَمَانِينَ عَفا الله عَنهُ.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم سعد الدّين بن
تقى الدّين بن نَاظر الْجَيْش الْمُحب الْحلَبِي الاصل الْمصْرِيّ القاهري خَال الولوي ابْن تقى الدّين البُلْقِينِيّ فأمه كَافِيَة أُخْت هَذَا كَانَ كَاتبا فِي بعض الدَّوَاوِين وَرَأَيْت نسبه هَكَذَا بِخَط ابْن قمر وَقد سمع بقرَاءَته على جارهم الْبَدْر بن البلسي سداسيات الرَّازِيّ وَمَات فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ أَو الَّتِي قبلهَا عَفا الله عَنهُ.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْكَافِي بن عَليّ أَو عبد الله السَّيِّد برهَان الدّين أَبُو الْخَيْر الحسني الطباطبي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ نزيل الْحَرَمَيْنِ أَخذ القراآت عَن الشَّيْخ مُحَمَّد الكيلاني
1 / 14
بِالْمَدِينَةِ والشهاب الشوابطي بِمَكَّة وَمن قبلهمَا عَن الزين بن عَيَّاش بل فِي سنة ثَمَان وَعشْرين عَن ابْن سَلامَة وَابْن الْجَزرِي وَكَذَا أَخذهَا بِالْقَاهِرَةِ عَن حبيب بن يُوسُف الرُّومِي والزين رضوَان وابي عبد الله مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان الْحلَبِي بن أَمِير حَاج والتاج بن تمرية وبخانقاه سرياقوس عَن الْكَمَال مَحْمُود الْهِنْدِيّ وَمن قبلهم عَن الزراتيتي فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين تَلا عَلَيْهِ الْبَعْض لأبي عمر وبدمشق عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن النجار وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَزِيد من بعض واقصى ماتلا بِهِ للعشر وَكَذَا سمع على أبي الْفَتْح المراغي والتقى بن فَهد وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ مُسْند أَحْمد وعَلى أَولهمَا صَحِيح مُسلم بالروضة النَّبَوِيَّة فِي رَمَضَان سنة ارْبَعْ وَأَرْبَعين وَفِيه سمع عَلَيْهِ الشفا والمحب المطري وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم وَالسّنَن لأبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ والموطأ والشفا وَالْجمال الكازروني وَسمع عَلَيْهِ مجَالِس من أبي دَاوُد وَغَيره ثمَّ بِالْمَدِينَةِ وَمَكَّة وَأخذ عَن شَيخنَا وَغَيره بِالْقَاهِرَةِ كالعز بن الْفُرَات وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ الْأَرْبَعين الَّتِي انتقاها شَيخنَا من مُسلم فِي سنة ثَمَان واربعين وَسمع عَلَيْهِ من أول التِّرْمِذِيّ إِلَى الصَّلَاة الَّتِي تَلِيهَا وقرأه بِتَمَامِهِ على الْجمال عبد الله بن جمَاعَة بِبَيْت الْمُقَدّس فِي سنة تسع وَخمسين وَقَرَأَ قبل ذَلِك فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ من أول مُسلم إِلَى الْإِيمَان على الشهَاب أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله البعلي قاضيها الْحَنْبَلِيّ ابْن الحبال بِسَمَاعِهِ لَهُ على بعض من سَمعه على أم أَحْمد زَيْنَب ابْنة عمر بن كندي عَن الْمُؤَيد وتصدى للاقراء بالحرمين وَأخذ عَنهُ الامائل وَمِمَّنْ جمع عَلَيْهِ للأربعة عشر الشريف الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد المقسي الوفائي الْحَنَفِيّ القجماسية الْآن وَبَلغنِي أَنه كتب على الشاطبية شرحا وَلَقَد لَقيته بِمَكَّة وَسمع بِقِرَاءَتِي على الْكَمَال بن الْهمام وَغَيره وَكَانَ أحد الخدام بالحجرة النَّبَوِيَّة وَهُوَ الَّذِي أنهى أَمر ابْن فدعم الرَّافِعِيّ إِلَى الظَّاهِر جقمق وَأَنه سمع مِنْهُ مَا يَقْتَضِي الْكفْر فبادر إِلَى)
الاحتيال عَلَيْهِ حَتَّى أحضر إِلَيْهِ فَأمر بقتْله وَبعد ذَلِك كف السَّيِّد عَن الْإِقَامَة بِالْمَدِينَةِ وَلزِمَ مَكَّة مديما للطَّواف وَالْعِبَادَة والاقراء حَتَّى مَاتَ بهَا فِي مغرب لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث الْمحرم سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة ﵀. وَينظر إِبْرَاهِيم ابْن أَحْمد الشريف البرهاني الطباطبي ختن مَحْمُود الْهِنْدِيّ فأظنه غير هَذَا.
1 / 15
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن نجم بن عبد الْمُعْطِي الْبرمَاوِيّ وَالِد الْفَخر عُثْمَان وَإِخْوَته. مَاتَ كَمَا قَالَه شَيخنَا فِي تَرْجَمَة وَلَده قبله بِعشر سِنِين فَيكون مَوته سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عُثْمَان بن عَليّ بن عُثْمَان بن عَليّ بن عُثْمَان بن سعد بن ابي الْمَعَالِي الْبُرْهَان أَبُو إِسْحَق وَأَبُو الْوَفَاء بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الْفَخر الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْموقع وَيعرف بالرقي نِسْبَة للرقة من أَعمال حلب وقديما بِابْن عُثْمَان كَانَ وَالِده مَا ورديا ذَا حشمة وشكالة حَسَنَة يعرف بصهر ابْن قمر الدولة وبوكيل الطنبذي فولد هَذَا فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية النَّحْو عِنْد صاحبنا الشَّمْس بن قمر وَعرض على الْجلَال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والبيجوري وَابْن الْجَزرِي والقمني والبدر بن الْأَمَانَة والمحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَشَيخنَا وَصَالح الزواوي والتلواني والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وأجازوه فِي آخَرين كَالشَّمْسِ الشطنوفي والبرهان بن حجاج الأبناسي والشرف السُّبْكِيّ وَعرض أَيْضا على خلق من الْأَعْيَان مِمَّن لم يُصَرح فِي خطه بِالْإِجَازَةِ كالشموس الْبرمَاوِيّ والهروى وَابْن الديري والبساطي والشامي الْحَنْبَلِيّ وَبَلغنِي أَنه سمع على الشّرف بن الكويك وَلَا أستبعده واشتغل يَسِيرا فَقَرَأَ النَّحْو على الشّرف الطنوبي والمعاني وَالْبَيَان على الشَّمْس السرواني وَكَذَا قَرَأَ على التقى الحصني نزيل الْقَاهِرَة فِيمَا بَلغنِي وجود الْخط على الزين بن الصَّائِغ وبرع فِيهِ بِحَيْثُ أجَازه بالأقلام كلهَا وتنزل فِي صوفية البيبرسية وتدرب فِي التوقيع بناصر الدّين الناقوي وبشارته اسْتَقر أحد موقعي الدرج فِي الْأَيَّام البدرية ابْن مزهر ثمَّ ترقى لتوقيع الدست فِي الْأَيَّام الكمالية برغبة يُونُس الْحَمَوِيّ لَهُ عَن ذَلِك وَاسْتقر أَيْضا فِي الشَّهَادَة وبالاسطل وَحج مرَارًا وجاور غير مرّة وَنسخ هُنَاكَ عدَّة مصاحف وزار الْقُدس والخليل وَسمع هُنَاكَ على التقى أبي بكر القلقشندي وَالْجمال بن جمَاعَة بل قَرَأَ بِنَفسِهِ على بعض الْفُضَلَاء من أَصْحَابنَا بِالْقَاهِرَةِ ورام مني ذَلِك فَمَا تيَسّر لكنه كَانَ
يسْأَل عَن أَشْيَاء خطه عِنْدِي بِبَعْضِهَا واستجيز فِي بعض الاستدعاءات وَكَانَ تَامّ الْعقل حسن الْعشْرَة كثير السّكُون سِيمَا بعد ثقل سَمعه ماهرا بالشطرنج فِيهِ رياسة وحشمة مَعَ وضاءة وتواضع ولأوصافه الَّتِي
1 / 16
انْفَرد بهَا عَن رفقته صَار أوحد أهل الدِّيوَان وَقد أثكل عدَّة أَوْلَاد آخرهَا فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وحزن عَلَيْهِ كثيرا وسافر لذَلِك إِلَى مَكَّة فِي الْبَحْر فَأَقَامَ على طَريقَة حميدة من الطّواف وَالصَّلَاة وَكَثْرَة التِّلَاوَة إِلَيّ أَن أدْركهُ أَجله وَهُوَ محرم عَشِيَّة عَرَفَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَنقل إِلَى المعلاة فَدفن بهَا يَوْم الْعِيد وَذَلِكَ يَوْم الْأَحَد وغبطه الْعُقَلَاء على هَذَا وَنعم الرجل كَانَ ﵀ وإيانا.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَليّ بن خلف بن عبد الْعَزِيز بن بدران برهَان الدّين ابْن إِسْحَق بن مُحَمَّد الْبُرْهَان الخليلي الدَّارمِيّ عرف بِابْن الْمُحْتَسب ولى بعد أَخِيه الشَّمْس مُحَمَّد قَضَاء بَلَده وقدما الْقَاهِرَة بِسَبَب صهره أبي بكر أَمِين حرم وَكَانَ حَيا بعد ثَلَاث وَتِسْعين.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَليّ بن خلف بن عبد الْعَزِيز بن بدران برهَان الدّين أَبُو السُّعُود بن الشهَاب الطنتدائي الْحُسَيْنِي نِسْبَة لسكنى الحسينية القاهري نزيل الشرابشية بِالْقربِ من جَامع الْأَقْمَر الشَّافِعِي سبط الشَّمْس البوصيري الْآتِي فِي المحمدين وَأَبوهُ فِي الأحمدين وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد فِي سادس عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وأحضر وَهُوَ ابْن ثَلَاثَة أشهر على الشّرف أبي بكر بن جمَاعَة المسلسل ثمَّ سمع بعد أَن ترعرع على الشّرف بن الكويك وَالْجمال بن فضل الله والكمال بن خير والشموس ابْن الْجَزرِي وَابْن الْمصْرِيّ وَمُحَمّد بن حسن البيجوري والنور بن الفوي وسبط الزبير والشهب الكلوتاتي والواسطي وَشَيخنَا والزين القمني فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ الحلاوي والشهاب الْجَوْهَرِي وَالشَّمْس المنصفي وَآخَرُونَ وَحفظ الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا وتنزل بالمدارس وبالخانقاه الصلاحية وَولى إِعَادَة بالسابقية ولازم قِرَاءَة الصَّحِيح والشفا وَنَحْوهمَا فِي بعض الْجَوَامِع لبَعض من يثيبه عَلَيْهِ وَكَذَا تكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا ثمَّ ترك وَكَانَ خيرا سَاكِنا متوددا متواضعا أجَاز لي. وَهُوَ فِي مُعْجم التقى بن فَهد وَولده بِاخْتِصَار. وَمَات فِي أَوَائِل ربيع الأول سنة سِتّ وَسِتِّينَ ﵀.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن سليم بن فريح بن أَحْمد الإِمَام الْفَقِيه برهَان الدّين أَبُو إِسْحَق البيجوري نِسْبَة لقرية بالمنوفية القاهري الشَّافِعِي ولد
1 / 17
فِي حُدُود الْخمسين أَو قبلهَا وَقدم الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا وتفقه بالجمال الأسنوي ولازم البُلْقِينِيّ ورحل بعد الأسنوي)
إِلَى الشهَاب الْأَذْرَعِيّ بحلب فِي سنة سبع وَسبعين وبرع فِي الْفِقْه جدا بِحَيْثُ كَانَ عجبا فِي استحضاره سِيمَا كَلَام الْمُتَأَخِّرين بل كَانَ أمة فِي ذَلِك مَعَ مُشَاركَة فِي النَّحْو وَالْأُصُول قَالَ الْعَلَاء ابْن خطيب الناصرية: حضرت عِنْده فِي الْقَاهِرَة بالناصرية والسابقية وقرأت عَلَيْهِ ورأيته أمة يستحضر كثيرا من الْفِقْه خُصُوصا كَلَام الْمُتَأَخِّرين وَلم أر بهَا فِي ذَلِك الْوَقْت وَهُوَ سنة ثَمَان أَو تسع وَثَمَانمِائَة من يستحضر كاستحضاره مَعَ شدَّة فقره وَقلة وظائفه بل أَخْبرنِي من أَثِق بِهِ أَن الْعِمَاد الحسباني عَالم دمشق شهد لَهُ لما اجْتمع بِهِ أَنه أعرف الشَّافِعِيَّة بالفقه فِي عصره وَقَالَ وَلَقَد شاهدته يجاري البُلْقِينِيّ حَتَّى يخرج ويلج هُوَ فَلَا يرجع وَلَا يزَال الصَّوَاب يظْهر مِنْهُ فِي النَّقْل وَقَالَ الْجمال عبد الله بن الشهَاب الْأَذْرَعِيّ إِنَّه لما قدم عَلَيْهِم حلب كَانَ يكْتب المجلد من الْقُوت يَعْنِي لِأَبِيهِ فِي شَهْرَيْن وَينظر فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة على مَوَاضِع وَيُرَاجع الشَّيْخ فيصلح بَعْضهَا وينازعه فِي بَعْضهَا زَاد غَيره فَكَانَ الْأَذْرَعِيّ يعْتَرف لَهُ بالاستحضار وَقَالَ التقى بن قَاضِي شُهْبَة حكى لي صاحبنا يَعْنِي الْجمال الْمَذْكُور قَالَ جَاءَ البيجوري إِلَى الْوَالِد بِكِتَاب الْعِمَاد الحسباني يوصيه بِهِ فَقَالَ لَهُ مَا تُرِيدُ قَالَ أكتب الْقُوت وأقرؤه فأخلى لَهُ بَيْتا وَقَالَ لَهُ هَات حوائجك فَقَالَ مَا معي شَيْء فَأرْسل إِلَيْهِ أثاثا وكتبا وَخمْس دسوت ورق قَالَ فَكَانَ يكْتب كل مُجَلد فِي شَهْرَيْن وَينظر فِي كل لَيْلَة على مَوَاضِع ويعرضها على الشَّيْخ فبعضها يصلحه وَبَعضهَا ينازعه فِيهِ والقوت فِي خطّ المُصَنّف فِي سِتَّة أَجزَاء والغنية فِي أَرْبَعَة وَلما فرغ جمع لَهُ من أهل حلب دَرَاهِم وَاشْترى لَهُ فرسا وَخرج هُوَ وأعيان الْبَلَد بأسره حَتَّى وَدعوهُ قَالَ التقي وَقد رَأَيْت نُسْخَة المُصَنّف بالقوت وَلَا بنظيرات كَثِيرَة وَالظَّاهِر أَنَّهَا بِخَط الْبُرْهَان وَكثير مِنْهَا لسُقُوط كلمة أَو حرف وَلما رَجَعَ من حلب وَوصل لدمشق كَانَ أول من وصل بالقوت إِلَيْهَا فأرغبه النَّجْم بن الجابي فِي الثّمن وَاشْتَرَاهُ مِنْهُ فَبلغ الْأَذْرَعِيّ فَأرْسل إِلَيْهِ يعتب عَلَيْهِ فِي تفريطه وَعدم استصحابه مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة وَإنَّهُ كَانَ مُرَاده دُخُوله بِهِ ووقوف الاسنائي عَلَيْهِ انْتهى والاسنوي كَانَ قد مَاتَ قبل ارتحاله وَكَذَا قَالَ الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي أَنه قدم عَلَيْهِم فِي سنة سبع وَسبعين وَنزل بالعصرونية وَكتب الْقُوت وَكَانَ يعقب على أَمَاكِن من دماغه حِين
1 / 18
الْكِتَابَة فَلَمَّا وصل إِلَى الطَّلَاق ترك حياءا من مُصَنفه لكَونه كَانَ نازلا عِنْده وَقَالَ محيي الدّين البصروي فارقته سنة خمس وَثَمَانِينَ وَهُوَ يسْرد الرَّوْضَة حفظا انْتهى وَبَقِيَّة كَلَامه كَانَ البيجوري شَيخا وَأَنا صبي قَالَ وَلما سَافَرت إِلَى مصر بعد الْفِتْنَة حَضَرنَا عِنْد)
الْجلَال البُلْقِينِيّ فَتكلم فغوش عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ اسْكُتْ يَا بيجوري أَنْت مَا تعرف أصولا وَلَا نَحوا أَنْت مَا تعرف إِلَّا الْفِقْه فَقَط وبكته زَاد بَعضهم أَنه حدر من دمعه فَتكلم فَرفع لَهُ الْجلَال يَدَيْهِ على رَأسه كالقرنين وَقَالَ لَهُ وَمَا عَليّ إِذا لم تفهم الْبَقر فَزَاد فِي الْكَلَام مَعَه شحطوه فشحطوه برجلة حَتَّى أَخْرجُوهُ من الْمجْلس هَذَا وَالْحق بِيَدِهِ فَلَمَّا انْفَصل الْمجْلس وَرجع الْجلَال لبيته أرسل لَهُ دَرَاهِم وقماشا وَصَالَحَهُ وَقَالَ لَهُ الْحق بِيَدِك وانكى مَا وَقع للجلال مِنْهُ لَا بِقصد الانكار من الشَّيْخ انه ابدى فَرحا وطنطن لَهُ واستغرب نَقله من عزاله فَقَالَ لَهُ إِنَّه فِي التَّنْبِيه.
وَقَالَ الْجمال الطيماني هُوَ احفظ النَّاس للنَّقْل للفقه واكثر من وَصفه بذلك وَهُوَ افضل البياجرة الثَّلَاثَة هُوَ وشمس الدّين وَنور الدّين. وَقَالَ المقريزي إِنَّه لم يخلف بعده احفظ لفروع الْفِقْه مِنْهُ وَقد تصدى لنشر الْفِقْه واخذ عَنهُ الْأَئِمَّة حَتَّى كَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ من شُيُوخنَا الْبُرْهَان بن خضر وأتقن مَعَه جَامع المختصرات والزين السندبيسي والجلال الْمحلي والشريف النسابة والعبادي وَفِي اصحابه كَثْرَة بالديار المصرية الْآن بقايا من أَصْحَابه حَتَّى كَانَ الطّلبَة يصححون عَلَيْهِ تصانيف الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فيتحرك لما فِيهَا من التَّحْقِيق والمتانة وَحسن الايضاح ويهديهم لما لَعَلَّه يكون فِيهَا على خلاف الصَّوَاب نقلا وفهما مِمَّا لَا يسلم مُصَنف مِنْهُ ويطالعون المُصَنّف بذلك فيسر بِهِ وَيصْلح نسخه ويحض على الْمَزِيد من ذَلِك وَهُوَ مِمَّن عرض عَلَيْهِ الْوَالِد وَالْعم محافيظهما لَا تقانة واستجازه شَيخنَا لأولاده واثنى عَلَيْهِ فِي تَارِيخه وَكَذَا اثنى عَلَيْهِ ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة لَهُ وَابْن خطيب الناصرية فِي ذيل تَارِيخ حلب كل هَذَا مَعَ كَثْرَة الْعِيَال ومزيد الْفَاقَة بِحَيْثُ جلس فِي دكان الطّلبَة رَفِيقًا للشلقاني وَغَيره للتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا ثمَّ اعْرِض عَنْهَا لِكَثْرَة جفَاء الثانى لَهُ مَعَ مَا بَينهمَا من
1 / 19
المرافقة فِي الأخذعن الأسنوي.
ودرس بالغرابية والخشقدمية وَكَذَا بالناصرية والسابقية احتسابا وَلما بني الْفَخر عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج مدرسته الَّتِي بَين السورين من الْقَاهِرَة أعْطى مشيختها للشمس الْبرمَاوِيّ فباشرها مُدَّة ثمَّ تحول فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين إِلَى دمشق صُحْبَة النَّجْم بن حجى فاستنزله عَنْهَا النَّجْم لصَاحب التَّرْجَمَة بِمَال تبرع عَنهُ سِيمَا وَكَانَت زَوْجَة الْبرمَاوِيّ ابْنَته وَأرْسل بالاشهاد اليه بعد أَن أَخذ لَهُ شَيخنَا خطّ النَّاصِر وَهُوَ عبد الْقَادِر ابْن الْوَاقِف بالامضاء فَامْتنعَ من قبُولهَا فَلم يزل بِهِ الطّلبَة حَتَّى قبل وباشرها تدريسا ومشيخة على الْعَادة وَلم يلبث أَن مَاتَ. وَكَانَ دينا خيرا حاد الْخلق سليم الْبَاطِن جدا متواضعا ممتهنا لنَفسِهِ بِالْمَشْيِ وَحمل طبق الْعَجِين على طَرِيق)
السّلف لَا يكترث بملبس وَلَا غَيره بل معرضًا عَن الرياسة الَّتِي كَمَا قَالَ المقريزي عرضت عَلَيْهِ فأباها وَعَن الْكِتَابَة على الْفَتْوَى تورعا لَا يتَرَدَّد لأحد من بني الدُّنْيَا وَلَا يمل من الاقراء والمطالعة وَله على الرَّوْضَة وَغَيرهَا حواش متقنة مفيدة وخطه وضيء نير وَترك الِاشْتِغَال فِي آخر عمره وَأَقْبل على التِّلَاوَة والتحدث وَكَانَ ورده فِي كل يَوْم خَتمه أَو قريبها حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم السبت رَابِع عشر رَجَب سنة خمس وَعشْرين وَكثر التأسف على فَقده لكَونه لم يخلف بعده فِي حفظ الْفُرُوع مثله وَاسْتقر بعده فِي الفخرية رَفِيقَة الشلقامي وتألم وَلَده لذَلِك فَأَعْرض عَن بَقِيَّة وظائفه بعد مُبَاشَرَته لَهَا فتفرقها النَّاس فَأخذ الغرابية الشّرف السُّبْكِيّ والعشقتمية التَّاج بن تمرية ﵀ وإيانا.
إِبْرَاهِيم بن احْمَد بن عَليّ بن عمر الأديب برهَان الدّين أَبُو مُحَمَّد بن الشهَاب الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل المليجي القاهري الشَّافِعِي خطيب جَامع الْأَقْمَر ولد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بمليج وانتقل مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة واشتغل بهَا بعد أَن حفظ الْقُرْآن والمنهاج وَتردد إِلَى الْمَشَايِخ وَبحث فِي الْفِقْه على الْبَدْر بن ابي الْبَقَاء السُّبْكِيّ القَاضِي فانه كَانَ يقرىء أَوْلَاده وَفضل وَسمع الحَدِيث على الزين القمني وَغَيره وَجلسَ مَعَ الشُّهُود ثمَّ ترك وخطب بِجَامِع الاقمر دهرا وَحج مَعَ الرجبية فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ فجاور بَقِيَّة السّنة وَقَرَأَ فِيهَا البُخَارِيّ على الْجمال الشيبي وَدخل اسكندرية ودمياط متفرجا وناب فِي بعض الْبِلَاد لشَيْخِنَا وَغَيره وتعانى نظم الشّعْر فَصَارَ يمتدح الْأَعْيَان والقضاة التماسا لنائلهم وبرهم وَرُبمَا يَقع لَهُ الْجيد وَهُوَ أحد
1 / 20
من امتدح شَيخنَا فِي ختم فتح الْبَارِي مِمَّا أودعته فِي الْجَوَاهِر بل قَالَ فِي أبياتا ونظمه كثير سَار فَمِنْهُ:
(وافيت بَيْتا قلت فِيهِ بِأَنَّهُ ... من أمه أضحى بِفَضْلِك آمنا)
(ومننت لي بجواره فَغَدَوْت فِي ... أرجائه بعد التحرك كامنا)
(فاسمع وجد وَاصْفَحْ ورد ... عَن ثقل ذَنْب فِي الجوانح كامنا)
وَله غنية الْمُحْتَاج إِلَى نظم الْمِنْهَاج وصل فِيهِ إِلَى أثْنَاء الصَّلَاة وشواهد التَّحْقِيق فِي نظم قصَّة يُوسُف الصّديق والمدائح النَّبَوِيَّة والمناقب المحمدية بل أنشأ ديوَان خطب فِيهِ بلاغة وَكَانَ حِين المحاضرة طلق الْعبارَة فصيح الخطابة متوددا مَعَ بعض إخساس فِي النَّحْو وَرُبمَا تكلم فِي شَهَادَته فِيمَا قيل. مَاتَ فِي آخر سنة إِحْدَى وَسبعين أَو أول الَّتِي تَلِيهَا بعد أَن كف بل وأثكل وَلَده الْبَدْر مُحَمَّدًا واحتسب عوضه الله وإيانا خيرا.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَليّ برهَان الدّين السويفي ثمَّ القاهري أَخُو نور الدّين عَليّ الإِمَام الْآتِي.
ولد فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَسمع بِالْقَاهِرَةِ على ابْن أبي الْمجد بعض الصَّحِيح وَمن ذَلِك بمشاركة الزين الْعِرَاقِيّ والهيتمي والتنوخي خَتمه وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ ختم الصَّحِيح وَحج وجاور وَكَانَ خيرا مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ ﵀.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن غَانِم بن عَليّ بن الشَّيْخ جمال الدّين أبي الْغَنَائِم غَانِم بن عَليّ الْبُرْهَان بن النَّجْم الْمَقْدِسِي شيخ الخانقاه الصلاحية بِبَيْت الْمُقَدّس ووالد النَّجْم مُحَمَّد الْآتِي وَابْن أخي الشّرف عِيسَى قَاضِي الْمُقَدّس وَيعرف كسلفه بِابْن غَانِم ولد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ وَابْنه نَاصِر الدّين فِي يَوْم وَاحِد من سنة تسع وَثَمَانِينَ وَكَانَ الابْن شكلا حسنا قل أَن ترى الْأَعْين مثله وَقد سمع صَاحب التَّرْجَمَة من أبي الْخَيْر بن العلائي والتنوخي والعراقي والبلقيني وَابْن الملقن وَآخَرين وَاسْتقر فِي المشيخة الْمشَار إِلَيْهَا بعد موت عَمه عِيسَى فِي سنة سبع وَتِسْعين المستقر فِيهَا بعد أَخِيه الْأَكْبَر النَّجْم أَحْمد المستقر فِيهَا بعد أَبِيهِمَا غَانِم فِي حُدُود السِّتين وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ.
1 / 21
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن غَنَّام البعلي الْمدنِي أحد مؤذنيها المقرىء وَالِد أَحْمد وَمُحَمّد الآتيين وَيعرف بِابْن علبك ولد بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا وَسمع على البرهانين ابْن فَرِحُونَ وَابْن صديق وَالْعلم سُلَيْمَان السقا والزين أبي بكر المراغي فِي آخَرين وَرَأَيْت وَصفه بالمؤدب بِالْمُوَحَّدَةِ مجودا فَكَأَنَّهُ كَانَ مَعَ كَونه مُؤذنًا يُؤَدب الْأَبْنَاء وَكَذَا وصف بالمقرئ وَرَأَيْت من عرض عَلَيْهِ فِي سنة تسع عشرَة وَهَذَا آخر عهدي بِهِ.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن هِلَال بن تَمِيم بن سرُور الْمُحدث برهَان الدّين أَبُو إِسْحَق بن الْحَافِظ الشهَاب أبي مَحْمُود الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي. ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وَرَأَيْت بِخَط أَبِيه ولد إِبْرَاهِيم الْأَصْغَر فِي سادس صفر سنة أَربع وَخمسين فَيحْتَمل أَن يكون أَحدهمَا غَلطا وَيحْتَمل غَيره. اعتنى بِصَاحِب التَّرْجَمَة أَبوهُ فأسمعه على شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا كالبرهان بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن ابْن جمَاعَة والزيتاوي والبياني وناصر الدّين التّونسِيّ وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم البقالي والتاج السُّبْكِيّ وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ جمع الْجَوَامِع وعَلى التّونسِيّ مشيخته تَخْرِيج الزين الْعِرَاقِيّ وعَلى الْبَيَانِي المستجاد من تَارِيخ بَغْدَاد وعَلى الزيتاوي ختم ابْن مَاجَه وَكَذَا سمع على أَبِيه وَأَجَازَ لَهُ العلائي وَابْن كثير وَابْن الجوخي وَابْن الخباز
والقلانسي والمنبجي وَآخَرُونَ وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة مِمَّن أَخذنَا عَنهُ كالموفق الابي وَأكْثر وَتَنَاهوا هُوَ والتقي أَبُو بكر القلقشندي وابنا أَخِيه أَبُو حَامِد أَحْمد وَأَبُو الْحسن عَليّ بن عبد الرَّحِيم القلقشندي أَخُو التقي الْمَشْهُور. وَمَات وَالِده وَقد تميز فَقَرَأَ ولقبه ابْن مُوسَى الْحَافِظ فاستجازه للتقي بن فَهد وَولده وَخلق وَوَصفه بِالْإِمَامِ الْعَالم الْمسند المكثر الْمُحدث. مَاتَ بالقدس فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة وبخط النَّجْم ابْن فَهد وَغَيره سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين فَالله أعلم.
وَقد أهمله شَيخنَا فِي أنبائه وَذكره ابْن أبي عذيبة فَقَالَ الخواصي الْمَقْدِسِي الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْمسند برهَان الدّين سبط الْحَافِظ عَلَاء الدّين الْمَقْدِسِي مدرس الصلاحية مولده سنة سِتِّينَ وَسمع على وَالِده وَبكر بِهِ فأسمعه من أَعْيَان الْحفاظ وَكَانَ رجلا جيدا خيرا صَالحا يتكسب بِالشَّهَادَةِ إِلَى أَن توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين. وَلَيْسَ بعمدة فِي انْتِفَاء مَا تقدم.
1 / 22
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عُرْيَان التّونسِيّ شيخ الكتبة فِي قطره مَاتَ بِمَكَّة بعيد الْمغرب من لَيْلَة الْأَحَد ثَانِي رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَدفن بمقبرة شيكه لَا لومد أرخه ابْن عزم.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبُرْهَان بن الخواجا جهان بن قاوان أَخُو الشَّيْخَيْنِ مُحَمَّد وحسين الآتيين وَهُوَ الْأَصْغَر سبط الشريف شمس الدّين مُحَمَّد الحصني الدِّمَشْقِي ابْن أخي التقي الْمَشْهُور وَمَات وَالِده وَقد تميز فَقَرَأَ واشتغل قَلِيلا واتجر وسافر وفني مَا بِيَدِهِ بعد موت عَمه ثمَّ بعد ذَلِك وَهُوَ الْآن بدايول على خير وانجماع لطف الله بِهِ.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن خضر بن مُسلم الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ الْمَذْكُور أَبوهُ فِي الَّتِي قبلهَا. ولد فِي رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة واشتغل على أَبِيه وناب فِي الْقَضَاء مُدَّة ودرس وَأفْتى وَولي افتاء دَار الْعدْل وَكَانَ جريئا مقداما ثمَّ ترك الِاشْتِغَال بِآخِرهِ وافتقر وَمَات فِي ربيع الأول سنة عشر. ذكره شَيخنَا فِي الأنباء.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الحميد الفيومي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بشردمة سمع مَعنا على بعض الشُّيُوخ بل ومني فِي الامالي وَغَيرهَا وَكَانَ فَقِيرا صَالحا وَمَا ضبطت وَفَاته.
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله برهَان الدّين بن الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس المغربي التلمساني الاصل التّونسِيّ الْمَكِّيّ وَالِد عبد الله الْآتِي وَيعرف بالزعبلي. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة والاسنائي والأذرعي وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ)
والعماد بن كثير وَابْن الْقَارِي وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَابْن الهبل وَآخَرُونَ وَمن جملَة اخوته طَائِفَة أَيْضا وَكَانَ خيرا دينا مُنْقَطِعًا ببيته لَا يخرج إِلَّا للْجُمُعَة ويتكسب بِعَمَل أوراق الْعُمر أَخذ عَنهُ ابْن فَهد وَقَالَ انه مَاتَ فِي ضحى يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشر صفر سنة تسع وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. قلت وأغفله الفاسي وَشَيخنَا نعم ذكر الفاسي وَالِده.
1 / 23