ومنه: تقديم المجرور على حرف الجر. وهو من القلة بحيث لا يلتفت إليه، نحو قوله:
أتجزعُ أن نفس أتاها حمامُها ... فهلا التي عن بَيْنَ جنبيك تدفع
يريد: فهلا عن التي بين جنبيك تدفع.
ومنه ما يكثر فيه التقديم والتأخير وإخراج الكلام عن وضعه حتى لا يفهم منه المعنى المراد إلا بعد تدبر كثير. وذلك قبيح جدًا لا ينبغي لأحد أن يرتكبه (نحو) قول الفرزدق:
فليست خراسان التي كان خالدُ ... بها أسدُ إذ كان سيفًا أميرَها
وذلك أنه يمدح خالد بن الوليد ويذم أسدًا، وكانا واليين بخراسان، وكان خالد وليها قبل أسد. وتقدير البيت: فليست خراسان (بالبلدة) التي كان خالد بها سيفًا إذ كان أسد (أميرها) وقوله:
وما مثله في الناسِ إلا مملكًا ... أبو أمه حيّ أبوه يُقاربه