156

دقائق التفسير

دقائق التفسير

پژوهشگر

د. محمد السيد الجليند

ناشر

مؤسسة علوم القرآن

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٠٤

محل انتشار

دمشق

وَكَذَلِكَ الصُّوفِيَّة عظموا جنس الْإِرَادَة إِرَادَة الْقلب وذموا الْهوى وبالغوا فِي الْبَاب وَلم يُمَيّز كثير مِنْهُم بَين الْإِرَادَة الشَّرْعِيَّة الْمُوَافقَة لأمر الله وَرَسُوله وَبَين الْإِرَادَة البدعية بل أَقبلُوا على طَرِيق الْإِرَادَة طَريقَة النّظر
وَأعْرض كثير مِنْهُم فَدخل عَلَيْهِم الدَّاخِل من هَاتين الْجِهَتَيْنِ وَلِهَذَا صَار هَؤُلَاءِ يمِيل إِلَيْهِم النَّصَارَى ويميلون إِلَيْهِم وَأُولَئِكَ يمِيل إِلَيْهِم الْيَهُود ويميلون إِلَيْهِم وَبَين الْيَهُود وَالنَّصَارَى غَايَة التنافر والتباغض وَكَذَلِكَ بَين أهل الْكَلَام والرأي وَبَين أهل التصوف والزهد تنافر وتباغض هَذَا وَهَذَا من الْخُرُوج عَن الصِّرَاط الْمُسْتَقيم صِرَاط الَّذين أنعم الله عَلَيْهِم من النَّبِيين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحسن أُولَئِكَ رَفِيقًا
ونسأل الله الْعَظِيم أَن يهدينا وَسَائِر إِخْوَاننَا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم صِرَاط الَّذين أنعم الله عَلَيْهِم غير المغضوب عَلَيْهِم وَلَا الضَّالّين آمين

2 / 146