فعض شفته من الغيظ، وقال: أنت حرة في إجراء ما تشائين.
ثم نظر من النافذة وأشار بيده وهو يقول: ولكن انظري من هذه النافذة!
فالتفت ورأيت رجلا ملتفا بردائه وهو يحاول الدخول إلى المنزل، ثم دنا منه رجل آخر بيده مصباح.
وارتعت لهذا المنظر وقلت: من ترى يكون هذان الرجلان؟ - ومن عسى أن يكونا غير الدوق ورفيقه.
فوجف قلبي وقلت: إذا عجل بعقد الزواج.
وارتاع الكونت دي باسي وانتصب واقفا على قدميه وهو يقول: لله ما أشد تعاستي! وما أنكد حظي! ... لأن الشخص الملتف بالرداء لم يكن إلا أنا ... والذي كان يحمل المصباح، لم يكن إلا الطبيب!
فانقبض صدر ديانا وقالت: لست أنت التعيس بل أنا التعيسة ... لأني حسبتك الدوق، ولولا ذلك لما كان حدث شيء بيننا. - إذا أنت امرأته الآن! - نعم، وا أسفاه منذ أمس.
ثم تنهدت وقالت: إني أخبرتك بجميع أمري ... فأخبرني الآن، كيف دخلت إلى هنا؟
فأراها الكونت المفتاح وقال: ألم تعد جرتريدة الدوق بإدخاله إلى منزلك؟ - نعم. - وقد رأى الدوق المسيو دي مونسورو داخلا إلى منزلك، فارتاب به وأعطاني هذا المفتاح لأكون كالرقيب عليه ... ولأدخل المنزل عند مسيس الحاجة.
فقالت له بصوت المؤنب: كيف يقبل من كان مثلك هذه المهمة؟ - قد قبلتها لأني لا أستطيع أن أراك بغير هذه الواسطة، فهل تمنعين عن تعيس مثلي هذه السعادة؟ - معاذ الله، بل أحب أن تعود إلي دائما فتراني وأراك؛ لأن البعد يدعو إلى السلوان. - أنت مخطئة يا سيدتي؛ لأن مثلي لا ينسى مثلك، وقد أرسلني الله لأكون لك خير نصير، وسأبدأ بنصرتك منذ اليوم، فهل تريدين أن تعلمي أخبار أبيك؟ - نعم؛ لأني لا أعلم شيئا منها. - سأتعهد بذلك، فاحفظي بقلبك الطاهر تذكار ذلك المخلص الأمين الذي لا يحيا إلا بك ولأجلك.
صفحه نامشخص