فتنهد سانت ليك، وقال: بل أكون من أسعد البشر، ولكن أنى يكون لي ذاك؟ - طب نفسا فسأجد طريقة تجمعها وإياك، والآن فقد ذكرني ضجرك خادما لي صحبته معي إلى اللوفر، كان يؤنسني في أيام ضيقي ويزيل عني كل كرب بلطف حديثه ونكاته الغريبة، فسأبقيه عندك يؤانسك من هذه الوحشة إلى أن يفرج الله عنك هذا الضيق.
فشكره سانت ليك وقال: عفوا أيها الصديق؛ لأن منظر الخدم يزيد من كربي الذي أنا فيه، وقد أذن لي جلالته أن أحضر إلى اللوفر من أشاء من خدمي، ولكني لا أطيق النظر إليهم، فما أحضر أحدا منهم. - ولكن هذا الخادم ليس كسواه من الخدم. - وأنا لست كسواي من الأسياد. - أرجوك أن تقبل هذا الخادم. - ذاك ما لا أستطيع إليه سبيلا. - قلت لك اقبله؛ فإني أعرف الذي تحتاج إليه. - دع المزاح أيها الصديق، ويكفيني ما أنا فيه. - لا بأس في ذاك وسأدعوه.
ثم نادى امرأة سانت ليك باسم خادمه.
فاحتدم سانت ليك غيظا، وجعل يعترض على باسي الاعتراض الشديد والكونت يضحك حتى دنا الخادم.
فلم يكد ينظر إلى وجهه حتى عرف أنه امرأته بملابس الخفاء، فصاح صيحة الدهشة وهرول مسرعا يصافح امرأته.
فقال الكونت: ألا تزال ترفض قبوله؟
فوضع سانت ليك يده بيد باسي، وقال له: إني أشكرك أيها الصديق شكرا لا يفيه لساني، فلقد قيدتني بالولاء، وربطتني بوثاق من ودك لا انفصام له. - دع الآن حديث الشكر، واحذر من أن تنظر إليها بغير نظرك إلى الخدم، فإن الحجاب إذا كانوا لا يسمعون حديثنا فهم ينظرون إلينا، وافتكر الآن بطريقة تحجبها فيها عن عيون الرقباء.
وفيما هم على ذاك إذ سمعوا صوت صياح من قاعة الملك، وخرج الحاجب ويده على حسامه، فقال باسي: هذا الدوق دانجو يختصم مع أخيه، فاسمحا لي بالذهاب لأني أحب ألا تفوتني كلمة من حديثهما.
ثم ودعهما وخرج مسرعا وهو فرح بما كاده للملك.
فلما دنا من القاعة سمع من جلالته وأخيه الحديث الآتي:
صفحه نامشخص