إذا فإن ما رأيته لم يكن غير حلم، ولكنه حلم هائل، ولا أزال إلى الآن أرى الفتاة والأشباح والطبيب ممثلين أمام عيني، فما عسى أن يكون هذا الحلم العجيب؟
ثم أخذ يعيد ذكر تلك الفتاة، وهو يمثل جميع ما رآه على ما وصفناه، فقال: لا يمكن أن يكون ذلك حلما، بل هي الحقيقة وستكشفها لي الأيام.
ثم سأل طبيبه ثانية عن جرحه.
فأجابه بأنه غير خطر، بل إنه طفيف وإن هذا الضعف المستولي عليه ما هو إلا لما نزف منه من الدماء. - إني لا أحب أن أقيم في الفراش، بل أؤثر أن أخرج من المنزل، فإني أشعر من نفسي بقوة تدفعني إلى الخروج. - ذلك إليك، فإذا كنت قادرا على المشي فامش، ولكني أنصح لك في البقاء، فهو خير لك. - كلا، إني لا أرى موجبا إليه.
وللحال دعا برئيس خدمه، وأمره بأن يهيئ له المركبة، فامتثل الخادم.
ووثب الكونت من فراشه إلى الأرض فلبس ثيابه وحده، كأن لم يكن فيه أثر للجراح.
وخطر في باله سانت ليك.
فذكر نصيحته له في ليلة الزفاف، وعلم أنه لم يحذره إلا عن إخلاص وصدق في الود.
فخرج من المنزل، وأمر سائق المركبة أن يذهب به إلى منزل سانت ليك.
الفصل الرابع
صفحه نامشخص