وأما المارقة : فأنهم زعموا أن من عصى الله تعالى ولو في صغير من الذنوب وكبير أشرك بالله العظيم.وتأولوا قوله تعالى : ( وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ) فقضوا بالاسم على جميع من عصى الله - عز وجل - إنه مشرك ، وعقبوا بالأحكام ، فاستحلوا قتل الرجال وأخذ الأموال والسبي للعيال ، فحسبهم قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : (( إن ناسا من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، فتنظر في النصل فلا ترى شيئا ، وتنظر في القدح فلا ترى شيئا ، وتتمارى في الفوق )) فليس في أمة أحمد ( صلى الله عليه وسلم ) أشبه شيء بهذه الرواية منهم ، لأنهم عكسوا الشريعة ، قلبوها ظهرا لباطن ، وبدلوا الأسماء والأحكام لأن المسلمين كانوا على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يعصون ولا تجرى عليهم أحكام المشركين .
فليت شعري فيمن نزلت الحدود في المسلمين أو في المشركين ، فأبطلوا الرجم والجلد والقطع ، كأنهم ليسوا من أمة أحمد عليه السلام ، احولت أعينهم فنظروا في المعنى الذي أمر الله به المسلمين أن يستعملوه في المشركين من جهاد العدو والجد في محاربتهم ، فاستعملوه هم في المسلمين .
فهذه الأفخاذ الثلاث هي التي نص عليها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .
وأما الشيعة الجهلة روافضهم وغاليتهم فأنهم قدحوا في الإسلام والنبوة والألوهية .
فزعم بعضهم أن عليا إمام مطاع لا يأمر بشيء إلا كفر تاركه ، فجاوزوا بمعصية الله - عز وجل - حكم الله في نفسه وأن في معصيته ما ليس بكفر .
وبعضهم يقول : نبي . فأبطلوا قول الله - عز وجل - في محمد خاتم النبيين حيث يقول : ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) .
وبعضهم يقول : إن ذرية علي أهل الجنة ، وليس عليهم من الإسلام ولا من شرائعه شيء .
صفحه ۴۰