وأما الإخوان والأصحاب والأخدان والأتراب فحسبك فيهم قول الله - عز وجل - حيث يقول حكاية عن بعض الكفار : ( يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتي ليتني لم لأتخذ فلانا خليلا ) . الآية - وصاحب السوء : ( شعرا )
: كذي العريكوي غيره وهو راتع *
ومن وراء هذا كله القدر ، والناس يتقلبون في قدره الطالب ، ولابد في الإيمان بالقدر خيره وشره . وبالله التوفيق .
إن سأل سائل فقال ( ما الدليل على أن الحق في يدك )
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ابتداء الدليل . لأهل العقول . لباغي السبيل . بنور الدليل لتحقيق مذهب الحق . بالبرهان والصدق .
إن سأل فقال : ما الدليل على أن الحق في يدك دون غيرك وغيرك يدعي مثل ما تدعي ؟ فأقول وبالله التوفيق : إن الحق في يدي ومعي اقتبسته من كتاب الله - عز وجل - وسنة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والإجماع وآثار الصالحين رضوان الله عليهم أجمعين ومن دليل العقل والحس والقياس والحدس . فإن قال قائل : إن كان ما قلت حقا فقدم مرآتك واظهر برهانك ولابد للبيان من التبيان وللبرهان من سلطان ، فأقول والله الموفق للصواب وبه الحول والتوفيق : إن الناس المختلفة ضروب وأفانين وشعوب . فضروب أهل الدهر بأصنافهم وأهل الأوثان بأفنانهم ، والثاني المجوس وأهل الكتابين ، والثالث أغوياء القرآن .
فأما أهل الدهر وأهل الأوثان ، فأهل الأوثان جهلة وضعفة ، وأهل الدهر والأزمان ضعفه ، فأهل الدهر لهم كالرجال للنسوان ، وبيننا وبينهم خصلتان : وهما الحدث والمحدث ، فمهما أقمنا البرهان عليهما انتقضت جميع مذاهبهم وبطلت حججهم ، ولنا الحد على الحدث في كتاب الله - عز وجل - آيات وإن كانوا لا يقرأون الكتاب ، وفي معنى الآية إثبات الحدث حسا وعقلا وهي قول الله - عز وجل - : ( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار - إلى قوله - لآيات لقوم يعقلون ) .
صفحه ۳۰