قرأ على الشيخ الرماح بالقيروان، وقرأ بتونس على الشيخ محمد بن عبد السلام الهواري، وقرأ القراءات السبع على أبي إبراهيم بن عبد العظيم، وتفقه عليه أبو عبد الله الشبيبي، وتولى بالقيروان القضاء، والفتيا، والإمامة، والخطابة بالجامع الأعظم، وهو جد جامع هذا الكتاب للأم، وأحفاده الشرفاء موجودون بالقيروان إلى الآن، ولا زالت نقابة الأشراف في بيتهم. توفي الشيخ العواني بالقيروان في سجوده في صلاة العشاء الآخرة سنة 758ه، ودفن بزاويته الكائنة بحومة الباي المجاورة لمدرسته، وعلى هذه الزاوية والمدرسة أحباس قائمة بهما ، وقبره يزار، رضي الله عنه.
عبيد بن يعيش الغرياني
أصله من جبل غريان من ولاية طرابلس الغرب، قدم القيروان واشتهر بالصلاح والتقوى والتوسعة على الفقراء والمساكين، وكان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر. حبست على زاويته أحباس كثيرة، عائد بالنفع على طلبة العلم وأبناء السبيل، وكان رضي الله عنه لا يهتم بأمر نفسه، وغاية مبتغاه في حياته الالتفات إلى العجزة والأرامل والأيتام الضعفاء، ولا زالت زاويته إلى الآن مأوى الغرباء وطلبة القرآن. وللطلبة النازلين هناك جراية خبز يأخذونها يوميا، توفي الشيخ عبيد سنة 805ه، ودفن بزاويته داخل باب الجلادين، وقد تفد الزوار إلى هاته الزاوية للتبرك بضريح صاحبها وضريح حفيده الشيخ عبيد الأصغر العالم الجليل المتوفى سنة 1182ه، وضريحه في البيت الذي في الجدار المواجه لباب الزاوية الثاني على يسار الداخل مواجهة له، رضي الله عنهما.
الشيخ عمر عبادة
أصله من أولاد عيار، قبيلة من قبايل البادية، نشأ بالقيروان، وتعاطى صناعة الحديد حتى برع فيها، ثم أعرض عن الصناعة، واشتهر بالصلاح وفعل البر فأحبه أحمد باشا باي الحسيني، وصار يرسل له الأموال الكثيرة، والشيخ ينفقها على الفقراء العاجزين والأرامل والأيتام الضعفاء، واقترح على الباشا المذكور بناء الزاوية المشهورة، وقصد الشيخ من ذلك تبادل الحركة، ولينتفع فقراء البنائين والنجارين في ذلك الوقت العسير، فأسست الزاوية الشهيرة سنة 1261ه، والنقش الموجود في الألواح والأبواب الغاية منه رواج اليد العاملة.
ثم أرسل الشيخ عبادة إلى أحمد باشا في توجيه «المخاطف» الحديدية الكائنة الآن ببرج الزاوية، وهي ضخمة الحجم من أثر المراكب الرومانية، وجد اثنان منها تحت الأرض بغار الملح، وواحد برادس، فوجهها له الأمير المذكور محمولة على عربات المدافع العتيقة؛ وذلك سنة 1270ه، وقد تقصد الزوار هاته الزاوية للتبرك، والتفرج على هيئة بنائها، والتأمل في تلك المخاطف العجيبة، وبعد الزيارة والتأمل ينفحون الفقراء والأطفال الأيتام المجاورين للزاوية بنصيب من الدراهم؛ بحيث صار نفع الشيخ عبادة متعديا في حياته وبعد الممات. توفي الشيخ سنة 1273ه، ودفن بزاويته المشهورة، رضي الله عنه.
النشيد الوطني
نظمت هذا النشيد بقصد تلامذة المدارس ينشدونه في احتفالات امتحانات مكاتبهم، وجعلت صيغته على لحن صيغة «إذا ما شئت في الدارين تسعد»، ونصه:
بحمد الله منطلق لساني
على نعم التعلم والبياني
صفحه نامشخص