دليل الحیران علی مورد الظمآن
دليل الحيران على مورد الظمآن
ناشر
دار الحديث
محل انتشار
القاهرة
ژانرها
واعلم أن المراد بألف يتامى الألف الأول منه، واما الألف الثاني، فسيذكره في الترجمة: و"هناك ما بألف قد جاء"، والباء في قوله بتنزيل بمعنى فيه.
ثم قال:
وعنهما الصاعقة الأولى أتت ... وعن أبي داود حيثما بدت
أخبر عن الشيخين بحذف ألف الصاعقة الأولى، وعن أبي داود بحذف الألف من الصاعقة حيثما بدت، أي: ظهرت، وجاءت في القرآن.
أما الصاعقة الأولى ففي البقرة: ﴿فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ﴾ ١، وأما غير الأولى فمتعدد فيما بعدها نحو: ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ﴾ ٢، ففي النساء ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُون﴾ ٣ في الذاريات ﴿صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ﴾ ٤ في فصلت، وهو منوع كما مثل وقد قرأ الكسائي موضع الذاريات بسكون العين دون ألف كما قرأ الأول بذلك جماعة في الشاذ، قال السخاوي: فيحتمل أن تكون الألف حذفت منه على تلك القراءة، ولعلها كانت مشهورة في ذلك الزمن، والعمل عندنا على ما لأبي داود بحذف ألف الصاعقة حيث جاءت في القرآن.
وقوله: وعن أبي داود متعلق بفعل محذوف أي: وحذفت ألف الصاعقة عن أبي داود.
ثم قال:
مع الصواعق استطاعوا الألباب ... ثم الشياطين ديار أبواب
إلا الذي مع خلاف قد ألف ... فرسمه قد استحب بالألف
أخبر عن أبي داود بحذف ألف: "الصواعق، واستطاعوا، والألباب، والشياطين، وديار، وأبواب" أما الصواعق ففي البقرة: ﴿يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ﴾ ٥ وفي الرعد: ﴿وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِق﴾ ٦، وأما ﴿اسْتَطَاعُوا﴾ ٧ ففي البقرة: ﴿حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾، وهو متعدد.
١ سورة البقرة: ٢/ ٥٥. ٢ سورة النساء: ٤/ ١٥٣. ٣ سورة الذاريات: ٥١/ ٤٤. ٤ سورة فصلت: ٤١/ ١٣. ٥ سورة البقرة: ٢/ ١٩. ٦ سورة الرعد: ١٣/ ١٣. ٧ سورة البقرة: ٢/ ٢١٧.
1 / 90