دليل الحیران علی مورد الظمآن
دليل الحيران على مورد الظمآن
ناشر
دار الحديث
محل انتشار
القاهرة
ژانرها
والوجه الآخر: الإخفاء، أي: الروم، وعليه أكثر أهل الأداء، فعلى الوجه الأول، وهو الإدغام التام لا حذف في: "تأمننا"؛ لأن الادغام التام لا يتأتى إلا بعد تسكين أول المثلين فيرجع رسمها إلى باب "آمنا"، وعلى الوجه الثاني -وهو الإخفاء- ففي: "تأمنا"، حذف النون الأولى من الرسم كما صرح به الشيخان، وقد سكت الناظم هنا على حذفا على وجه الإخفاء، وأشار إلى ذلك في الضبط بقوله: "ونون تأمنا إذا ألحقته"، البيت وسنزيد قراءتهما، ورسمهما بيانا في فن الضبط عند شرح هذا البيت مع بيان كيفية ضبطهما على الوجهين إن شاء الله.
وقوله: "والنون" بالنصف مفعول لفعل محذوف تقديره حذف، وكل: فاعل بالفعل المحذوف وهو مضاف في التقدير إلى كتاب المصاحف، أي: وحذف كل كتاب المصاحف النون من: "ننجي"، و"للإخفاء" متعلق بالفعل المحذوف.
ثم قال:
ثم الخبائث وخلف زاكيه ... وعن أبي داود حذف غاشيه
أخبر مع الإطلاق الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بحذف ألف: "الخبائث"، وبالخلاف في حذف ألف: "زاكية"، وعن أبي داود بحذف ألف: "غاشية".
أما "الخبائث" المحذوف للجميع ففي "الأعراف": ﴿وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ ١.
وفي "الأنبياء": ﴿وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ﴾ ٢.
وأما "زاكية" المختلف فيه عن جميعهم ففي الكهف: ﴿أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً﴾ ٣.
وقد قرأه الشامي والكوفيون بغير ألف بعد الزاي وبتشديد الياء، واختيار أبو داود فيه الحذف.
وأما "غاشية"، المحذوف لأبي داود ففي "يوسف": ﴿أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ﴾ ٣.
١ سورة الأنبياء: ٢١/ ٧٤. ٢ سورة الكهف: ١٨/ ٧. ٣ سورة الكهف: ١٨/ ٧٤.
1 / 174