دلالة الشكل: دراسة في الإستطيقا الشكلية وقراءة في كتاب الفن
دلالة الشكل: دراسة في الإستطيقا الشكلية وقراءة في كتاب الفن
ژانرها
في كتابه «التبصر والفهم» (1961) يقول س. تولمن
S. Toulmin
إن العلماء الذين يقبلون أفكارا ونماذج معينة سوف يشاهدون ظواهر مختلفة؛ ذلك أن هذه النماذج وتلك الأفكار هي التي تسبغ على الوقائع المشاهدة معناها، ليس هذا فحسب، بل إنها لتحدد لهم أيضا أي الوقائع يجب اختيارها، وهذا يفضي بنا إلى أننا نرى العالم من خلال تصوراتنا الأساسية للعلم، ويقول فيرابند
Feyerbend
في مقاله «مشكلات المذهب التجريبي» (1965): إن ما هو مدرك يتوقف على ما هو معتقد، وإن كل نظرية علمية تفرض خبرتها الخاصة، ويقول في دراسته «التفسير والرد والمذهب التجريبي»: إن النظريات العلمية ليست سوى طرق معينة للنظر إلى العالم، وإن تبني هذه النظريات يؤثر على توقعاتنا وخبراتنا، وفي كتابه «بنية الثورات العلمية» (1962) يقول توماس كون: «إن العلماء خلال الثورات العلمية يشاهدون أشياء جديدة ومختلفة حين ينظرون بالآلات المألوفة من المواضع نفسها التي نظروا منها من قبل؛ إذ إن تغيرات «النموذج الشارح»
paradigm
تجعل العلماء بالفعل يشاهدون عالم أبحاثهم الخاصة بطريقة مختلفة تماما عن ذلك العالم الذي كانوا ينتمون إليه من قبل.»
ذلك أن الإحساس البصري المحض، على المستوى الذري، لا يقدم أثناء المشاهدة أكثر من بقع فسيفسائية مبعثرة، ثم يأتي «النموذج» أو «الجشطلت» - وهو شيء محمل بالنظرية
theory laden
أو هو نظرية - فيضفي هيئة ومعنى ووضعا بعينه على هذا الإحساس الغفل، وإن ظواهر شهيرة مثل «تبدل الأمامية/الخلفية» ومثل «التحول الجشطلتي» لتبين بوضوح أن رؤية منظر ما بطريقة أو بأخرى يتجاوز كثيرا مجرد الإحساس الغفل؛ فالتأويل المسترشد بنظرية من شأنه أن يغير الخبرة ذاتها.
صفحه نامشخص