دلالة الشكل: دراسة في الإستطيقا الشكلية وقراءة في كتاب الفن
دلالة الشكل: دراسة في الإستطيقا الشكلية وقراءة في كتاب الفن
ژانرها
للكلمة، بل هو الكلمة ذاتها؛ إذ ليس لقصيدته موضوع أو مرجع خارجها، وإذا كان لا بد من الكلام على «المعنى» في هذا الشعر، فهو حوار الكلمة مع جارتها، أو هو ما تتهامس به اللغة، إنه نوع من الصلاة تتعالى في أصوات الكلمات
7 ... الشعر هنا، بتعبير آخر، موسيقى: لا يقوم على فكرة محددة واضحة، وإنما يقوم على عناصر تترابط إيقاعيا، في ما يشبه الترابط الهندسي، والقصيدة، إذن، هي هنا إيقاع كلمات ... كأن قصيدته طراز معماري بالكلمات، وحين تدخل إليه تشعر كأنك تدخل هيكلا: تدخل في غلالة من الزمن لكي تعانق جسد الأبدية، ربما نلتمس هنا صحة القول: إن القصيدة شكل، وإن الشكل هو وحده الدال.»
8 «واضح إذن كيف أن هذا الشعر يحيد عن العالم - عالم الأشياء الدبقة العابرة، وكيف أنه حوار بين الكائن والكلام، وكيف أن الدلالة فيه هي ما تتبادله الكلمات من همس حينا، ومن صراخ حينا، ومن صمت حينا.»
9 «في هذا المنظر يتضح معنى التجريد، كمفهوم فني، فهو كبحث عن الجوهر، محاولة لرؤية ما لا يرى، وهو إذن تجاوز للطبيعة وأشكالها، وخلق عالم من الأشكال المحضة، أو هو رد الأشكال كلها إلى جوهرها، إنه تشفيف للمادة، لا يريد منها غير الجوهر، الأشياء المادية فوضى تشوش وزوال، رماد مبعثر، من هذا الرماد يلتقط التجريد إشارة النار، فمشروعه بصيري لا بصري، إنه مشروع اكتناه.»
10 «نحو ما لا يرى: تلك هي طريق التجريد، الطريق إلى الله، لا مجال، إذن، لمحاكاة الطبيعية أو مخلوقات الله، فهذه المحاكاة هي، إبداعيا، انخراط في رؤية تظل، مهما كملت، دون الأشياء وتحتها،
11
وهي، دينيا، عمل يغلب النفس (الأمارة بالسوء) على الروح، والفردي على الكوني، والمادة على الرمز، ولئن كان لا بد هنا من الكلام على المحاكاة، فإنها محاكاة لفعل الخلق، دلالة وحركية، وليست محاكاة للشيء أو للمخلوق.»
12 «هكذا نصفه بأنه شعر - هندسة: شكل جميل بذاته ولذاته، وهو، في جماليته هذه، فعال ودال - مع أنه لا يعكس «واقعا» ولا يحمل «قضية»، والكتابة هنا ليست ترويضا للغة وحسب، شأن الترويض الذي يمارس على الخطوط، وإنما هي أيضا إرادة تنظيم وتناغم، إرادة تشكيل جمالي، والقصيدة هنا بنية/نسق، إنها العلم بالجمال، إنها علم جمال.»
13 (4) تصنيف سوريو للفنون
يصنف إتيين سوريو
صفحه نامشخص