دلالة الشكل: دراسة في الإستطيقا الشكلية وقراءة في كتاب الفن
دلالة الشكل: دراسة في الإستطيقا الشكلية وقراءة في كتاب الفن
ژانرها
J. Reynolds
الذي يقول إن جمال الفن وعظمته ينحصران في قدرته على تجاوز جميع الصور الفردية والعادات المحلية وشتى أنواع التفاصيل والجزئيات؛ فالفنان الذي يعرف الطابع العام للأشجار على سبيل المثال يستطيع بخطوط قليلة مقتصدة بارعة أن يقدم صورة تخطيطية نشعر أمامها أنه قد توصل إلى «ماهية» الشجر ذاته أو نفذ إلى كيانه الباطن. (2) التصوير الوصفي
Descriptive Painting
إذا كان الفن، وفقا لنظرية «المحاكاة البسيطة»، نسخا للواقع، فأي جدوى تعود علينا من الحصول على نسخ ولدينا الأصل طوع يدنا؟! «التطابق أو التشابه ليس شأنا إبداعيا، فما الفائدة من رسم المظهر الخارجي لتفاحة مثلا حتى بأقصى دقة ممكنة - كما تساءل ماتيس مرة؟ ما الفائدة من نسخ شيء تقدمه الطبيعة بكميات غير محدودة؟»
5
يقول أرسطو: إن الناس تجد متعة في رؤية الشبيه لأن في الاستدلال والتعرف على الأنموذج متعة، غير أن بل والشكليين يرون أن متعة التعرف ليست متعة إستطيقية.
يقول بل: «كلنا نألف لوحات تثير اهتمامنا وإعجابنا دون أن تهزنا كأعمال فنية، تحت هذه الفئة يندرج ما أسميه «التصوير الوصفي»، أي ذلك الصنف من التصوير الذي يستخدم فيه الشكل لا كموضوع للانفعال بل كوسيلة لنقل معلومات واقتراح عواطف، في هذا التصنيف تدخل البورتريهات ذات القيمة السيكولوجية والتاريخية، وتدخل الأعمال الطوبوغرافية واللوحات التي تروي حكايات وتوحي بمواقف، وتدخل وسائل الإيضاح بجميع أنواعه. إن الفرق واضح لنا جميعا، فمن منا لم يتفق له يوما أن يقول إن هذه أو تلك من اللوحات هي رسم ممتاز كوسيلة إيضاح ولكنه لا قيمة له كعمل فني؟ هناك بالطبع كثير من اللوحات الوصفية التي تتحلى بذلك، إنها تروقنا وتطرفنا وقد تحركنا بمائة طريقة متنوعة عدا أن تحركنا إستطيقيا، إنها وفقا لفرضيتي ليست أعمالا فنية، فهي لا تمس انفعالاتنا الإستطيقية؛ ذلك لأن ما ينالنا منها ليس الشكل، بل الأفكار التي يقترحها الشكل أو المعلومات التي ينقلها.»
6
حين يكون اهتمام المتلقي منصرفا إلى التعلم أو الاستدلال أو التعرف فإن إدراكه لا يقع على العمل الفني ككل، وإنما يقع على «موضوعه» فقط، أي على الشيء الذي يمثله العمل، حينئذ تكون أي صورة فوتوغرافية تافهة أوفى بالغرض من أي لوحة عظيمة، وبنفس القياس تكون الأعمال الوصفية التي لا هم لها إلا التمثيل الدقيق عبثا لا طائل منه، و«إهدارا لساعات رجال ذوي براعة من الأجدى أن يستخدموا في أعمال أوسع نفعا.» إن الطبيعة والفن، كما يقول بيكاسو، هما ظاهرتان مختلفتان تمام الاختلاف، ولو كان الفن مجرد تمثيل أمين للطبيعة لكان، على حد تعبير شارل لالو، بطانة تافهة لا طائل تحتها، فالطبيعة في حقيقة الأمر لا تبالي بالجميل ولا تكترث بالجمال، لأنها عديمة الصبغة الجمالية
anaesthetic ، مثلما هي عديمة الصبغة المنطقية
صفحه نامشخص