دلالة الشكل: دراسة في الإستطيقا الشكلية وقراءة في كتاب الفن
دلالة الشكل: دراسة في الإستطيقا الشكلية وقراءة في كتاب الفن
ژانرها
إن الحقيقة الفنية، في واقع الأمر، هي مسألة قتلها بل بحثا وفصلها تفصيلا (انظر فصل «الفرضية الإستطيقية» وفصل «التبسيط والتصميم») وكان مستبقا فيها لآراء المفكرين الثلاثة المذكورين وملهما لهم، غير أن صرامته المنطقية جعلته يفصل بين اليقين والتخمين - بين نطاق الإستطيقا ونطاق الميتافيزيقا.
فليحمل العمل الفني من الحقائق ما وسعه أن يحمل، ولينقل من المعارف ما شاء أن ينقل، فالمعرفة والحقيقة، ككل شيء آخر يعبر عنه الفن، لا بد أن ترتبطا ارتباطا وثيقا بالقوام الحسي والعرض الشكلي للعمل، إن الفن لن ينافس العلم في مضماره، إنما تلح الشكلية على أن يكون الفن فنا - أي شكلا دالا - كيما يتسنى له أن يقبض على الحقيقة التي يعجز العلم عن القبض عليها.
الفصل الرابع
الفن الحديث
إنها لأبصار ثاقبة حقا تلك التي استطاعت أن تلمح قبل بزوغ القرن الجديد أن سيزان قد أسس حركة.
كلايف بل
إن بومة منرفا لا تبدأ في التحليق إلا عندما يحل الغسق.
هيجل
يعد الاتجاه الشكلي في الإستطيقا بمثابة تأصيل نظري للفن الحديث، فالإبداع دائما سابق على التأمل النظري، والعمل الفني الأصيل هو قانون نفسه ومشرع ذاته، فهو يخلق نظريته ولا تخلقه النظرية، ونحن في الأغلب الأعم لا نفهم الأحداث إلا استعادة
in retrospect ، ولا نعي ما جرى إلا بعد أن يتم ويكتمل ويبهظ، ويكاد يفقأ عين كل أوديب منا، إنها بومة منرفا لا تشرع في تحليقها إلا بعد انقضاء النهار، أو هي «الحكمة» لا تنعم بحضورها إلا «بعد الحفل»
صفحه نامشخص