============================================================
فهذا الاختللف كان حافزا في التركيز على علم دلائل القبلة ومادة عنية في الاجتهاد والاهتمام به مما شجع الخليفة التاني عمر بن الخطاب (40ق ه- 23ه/ 584 - 44ام)، رضي الله عنه، على إنشاء لجان في تديد القبلة مكونة من كبار الصحابة، وأصحاب الخبرة في بناء المساجد في افاق البلاد المفتوحة جديدا. ويذكر إن جامع الفسطاط في مصر الذي يعرف بجامع عمرو بن العاص الذي شيد سنة (21ه/ 141م)، أنشأته لجنة مكونة من شانين صحابيا منهم : أبو الدرداء (المتوفى : 32ه / 652م)، وأبو ذر الغفاري (المتوفى: 32ه/152م) والمقداد بن الأسود (37ق ه 33ه/587-653م) وعبادة بن الصامت (28ق ه 34ه/586_ 654م) والزبير بن العواء(28ق ه36ه/594-156م) وغيرهم في تحديد قبلته، والظاهر أتهم لم يوفقوا في الاتجاه المضبوط للتحديد فكانت القبلة مشرقة قليلا حتى أعاد تقويمها وضبطها قرة بن شريك(15) لما أعاد بناء المسجد في أيام الوليد بن عبد الملك (48- 96ه/ 668- ، 71م)(16).
(10) هو: قرة بن شريك بن مرشد العبسي الغطفاتي المضري القتسريني، أمير، ولي نيابة مصر في زمن الوليد بن عبد الملك في أوائل سنة (90ه/ 8لام)، انشأ جامع الصطاط وزخرفه، وكان جبارا صلبا مخوفا، استمر في الأمارة إلى آن مات سنة (96ه/714م) ترجمته في: ابن عساكر: تاريخ دمشق 305/49 رقم 5212، الذهبي: سير 409/4 رقم 159.
(16) البكري: عبد الله بن عبد العزيز بن محمد (المتوفى: 487 ه- 94. ام): العسللك والعملك تحقيق: جمال طلبة، طا (بيروت: دار الكتب العلمية- 2003م) 139/2، القزويني زكريا بن محمد بن محمود (المتوفى: 682ه/ 1283م): اثار البك وا ار العد ابيروت: دار صادر- بلا تاريخ) ص 236، ياقوت الحموي: معجم البلدان 437/6، ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة 17/1 .
صفحه ۵۱