دلائل النبوة

Abu Nu'aym al-Isfahani d. 430 AH
26

دلائل النبوة

دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني

پژوهشگر

الدكتور محمد رواس قلعه جي، عبد البر عباس

ناشر

دار النفائس

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

محل انتشار

بيروت

ژانرها

سیره نبوی
الْفَصْلُ الْخَامِسُ. هَذَا يَجْمَعُ فُصُولًا ثَلَاثَةً ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ، وَالصُّحُفِ السَّالِفَةِ الْمُدَوَّنَةِ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ، وَالْعُلَمَاءِ مِنَ الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ
٣٢ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ السِّنْدِيِّ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلُّوَيْهِ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: " أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى أَشْعِيَاءَ: أَنْ قُمْ فِي قَوْمِكَ أَوْحِي عَلَى لِسَانِكَ، فَقَامَ أَشْعِيَاءُ خَطِيبًا، فَلَمَّا أَطْلَقَ اللَّهُ ﷿ لِسَانَهُ بِالْوَحْيِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَسَبَّحَهُ، وَقَدَّسَهُ، وَهَلَّلَهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا سَمَّاءُ اسْمَعِي، وَيَا أَرْضُ أَنْصِتِي، وَيَا جِبَالُ أَوِّبِي، فَإِنَّ اللَّهَ ﷿ يُرِيدُ أَنْ يَفُضَّ شَأْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ رَبَّاهُمْ بِنِعْمَتِهِ، وَاصْطَفَاهُمْ لِنَفْسِهِ، وَخَصَّهُمْ بِكَرَامَتِهِ، فَذَكَرَ مُعَاتَبَةَ اللَّهِ إِيَّاهُمْ، ثُمَّ قَالَ: وَزَعَمُوا إِنْ شَاءُوا أَنْ يَطَّلِعُوا عَلَى الْغَيْبِ لِمَا تُوحِي إِلَيْهِمُ الشَّيَاطِينُ وَالْكَهَنَةُ اطَّلَعُوا، وَكُلُّهُمْ مُسْتَخِفٌّ بِالَّذِي يَقُولُ وَيَسُرُّهُ، وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَأَعْلَمُ مَا يُبْدُونَ وَمَا يَكْتُمُونَ، وَإِنِّي قَدْ قَضَيْتُ يَوْمَ خَلَقْتُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَضَاءً أَثْبَتُّهُ، وَحَتْمًا حَتَّمْتُهُ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُ دُونَهُ أَجَلًا مُؤَجَّلًا، لَا بُدَّ أَنَّهُ وَاقِعٌ، فَإِنْ صَدَقُوا بِمَا يَنْتَحِلُونَ مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ فَيُخْبِرُونَكَ مَتَى هَذِهِ الْعِدَّةُ، وَفِي أَيِّ زَمَانٍ تَكُونُ، وَإِنْ كَانُوا يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ مَا يَشَاءُونَ فَلْيَأْتُوا بِمِثْلِ هَذِهِ الْقُدْرَةِ الَّتِي بِهَا ⦗٧٢⦘ أَمْضَيْتُهُ، فَإِنْ كَانُوا يَقْدِرُونَ أَنْ يُؤَلِّفُوا مَا يَشَاءُونَ فَلْيُؤَلِّفُوا مِثْلَ هَذِهِ الْحِكْمَةِ الَّتِي بِهَا أُدَبِّرُ، أَوْ مِثْلَ ذَلِكَ الْقَضَاءِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ، وَإِنِّي قَضَيْتُ يَوْمَ خَلَقْتُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ أَجْعَلَ النُّبُوَّةَ فِي غَيْرِهِمْ، وَأَنْ أُحَوِّلَ الْمُلْكَ عَنْهُمْ وَأَجْعَلَهُ فِي الرُّعَاءِ، وَالْعِزَّ فِي الْأَذِلَّاءِ، وَالْقُوَّةَ فِي الضُّعَفَاءِ، وَالْغِنَى فِي الْفُقَرَاءِ، وَالْكَثْرَةَ فِي الْأَقِلَّاءِ، وَالْمَدَائِنَ فِي الْفَلَوَاتِ، وَالْآجَامَ وَالْمَفَاوِزَ فِي الْغِيطَانِ، وَالْعِلْمَ فِي الْجَهَلَةِ، وَالْحِكْمَةَ فِي الْأُمِّيِّينَ، فَسَلْهُمْ مَتَى هَذَا؟ وَمَنِ الْقَائِمُ بِهَذَا؟ وَعَلَى يَدَيْ مَنْ أُثْبِتُهُ، وَمَنْ أَعْوَانُ هَذَا الْأَمْرِ وَأَنْصَارُهُ إِنْ كَانُوا يَعْلَمُونَ "

1 / 71