182

دلائل الإعجاز

دلائل الإعجاز

پژوهشگر

محمود محمد شاكر أبو فهر

ناشر

مطبعة المدني بالقاهرة

شماره نسخه

الثالثة ١٤١٣هـ

سال انتشار

١٩٩٢م

محل انتشار

دار المدني بجدة

القول في الحذف: نتيجة
فصل: مثال آخر للحذف:
١٧٧ - قد بانَ الآنَ واتَّضحَ لِمَنْ نَظَر نظَرَ المتثبِّتِ الحصيفِ الراغبِ في اقتداحِ زِنادِ العَقْل، والازْديادِ من الفضْلِ، وَمْن شأْنُه التوقُ إلى أن يَعْرفَ الأشياءَ على حَقائقها، ويَتغلغَلَ إلى دقائقها، ويربأ بنفسه عن مرتبة المقلد الذبي يَجري معَ الظاهِر، ولا يَعْدو الذي يَقَعُ في أولِ الخاطرِ١ أَنَّ الذي قلتُ في شأنِ "الحَذْف" وفي تفخيم أمرِه، والتَّنويهِ بذِكْره، وأنَّ مأْخَذَه مَأْخذٌ يُشْبِهُ السِّحْر، ويَبْهَرُ الفِكْر، كالذي قلتُ٢.
١٧٨ - وهذا فَنٌّ آخرُ من معانِيه عجيبٌ، وأنا ذاكرُه لك٣. قال البحتري في قصيدته التي أولها:
أعَنْ سَفَهٍ يومَ الأُبَيْرَقِ أم حِلْمِ٤
وهو يذكر مُحاماةَ الممدوحِ عليه، وصيانَتَه له، ودفْعهَ نوائب الزمان عنه:
وكَمْ ذُدْتَ عَنِّي مِنْ تَحامُل حادِثٍ ... وسَوْرةِ أَيام حَزَزْنَ إلى العَظْم
الأَصْلُ لا محالةَ: حززْنَ اللَّحْمَ إلى العظم، إلاَّ أنَّ في مجيئهِ به محذوفًا، وإسقاطِه له مِنْ النُّطْق، وتَرْكهِ في الضميرِ، مزَّيةً عجيبةً وفائدةً جليلةً.

١ السياق: "قد بان الآن ...... أن الذي قلت".
٢ السياق: "أن الذي قلت ...... كالذي قلت".
٣ في "ج": "وما أذكره لك"، وفي نسخة عند رشيد رضا: وهو ما أذكره لك"، كما في "س".
٤ في ديوانه.

1 / 171