دفع شبه من شبه وتمرد
دفع شبه من شبه وتمرد
ناشر
المكتبة الأزهرية للتراث
محل انتشار
مصر
فالتوسل به صلى الله عليه وسلم لم يزل منذ آدم عليه السلام لا يتوقف فيه أحد ولا يطعن إلى أن ظهر بعض زنادقة اليهود وغلاتهم في بغضه صلى الله عليه وسلم قال وإنه بموته بطلت حرمته وجاهه فلا يتوسل به ولا يقال يا جاد محمد وتم ذلك بتوارث سلالتهم معتقدين مصرين عليه ثم زاد هذا الخبيث أن التوسل به شرك وقرره بتقرير ألحقه بقوله
﴿ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى﴾
وذلك يدل على أنه من أجهل الجهلة فإن التوسل به صلى الله عليه وسلم معناه أسأل الله عزوجل برسوله وأتشفع إليه به فهو سائل لله عزوجل لالغيره ولا يلزم من التوسل به أو بشخص والتشفع إليه به أن يكون عبده ولا اتخذوا إلها وربا من دون الله ولا جعله شريكا في الألهية ومن جعل التوسل بشخص مثل هؤلاء فهو من جهله وسوء فهمه وعدم تعقله ما يقول ومثل هذا لا يحل لأحد أن يقلده ولا ينظر في كلامه إلا من له رتبة التمييز بين الحق والباطل وإلا هلك وهو لا يشعر وقد قال صلى الله عليه وسلم حياتي خير لكم ومماتي خير لكم قالوا يا رسول الله قد عرفنا أن حياتك خير لنا فكيف وفاتك خير لنا قال أما حياتي فإنكم كلما أحدثتم حدثا أحدث الله لكم المخرج منه بي فإذا مت فلا أزال أنادي من قبري ربي أمتي حتى ينفخ في الصور ثم لا أزال أجاب أربعين سنة حتى ينفخ الأخري وتعرض علي أعمالكم فما كان من حسن شكرت الله عليه وما كان من سيء دعوت الله أن يغفره رواه الإمام العلامة هبة الله في كتابه توثيق عرى الإيمان ورواه غيره فهو صلى الله عليه وسلم رحمة لنا في حياته وبعد وفاته فكيف لا يتوسل به إليه ولا نعمل البزل القناعيس نحوه وإليه وذلك مما أجمع أهل التوحيد عليه وأجمعوا على تكفير من قال بخلاف ذلك صرح به أئمة الأمة وأولهم مالك وكان إبن تيمية ممن يعتقد ويفتي بأن شد الرحال إلى قبور الأنبياء حرام لا تقتصر فيه الصلاة ويصرح بقبر الخليل وقبر النبي صلى الله عليه وسلم وجاء بريدي من مصر بإعتقاله على ذلك فاعتقل وكان على هذا الإعتقاد تلميذه إبن قيم الجوزية الزرعي وإسماعيل بن كثير الشركويني فاتفق أن إبن قيم الجوزية سافر إلى القدس الشريف ورقى على منبر في الحرم ووعظ وقال في أثناء وعظه بعد أن ذكر المسألة وقال هأنا راجع ولا أزور الخليل ثم جاء إلى نابلس وعمل له مجلس وعظ وذكر المسألة بعينها حتى قال فلا يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه الناس وأرادوا قتله فحماه منهم وإلى نابلس وكتب أهل القدس وأهل نابلس إلى دمشق يعرفون صورة ما وقع منه فطلبه القاضي المالكي فتردد وصعد إلى الصالحية إلى القاضي شمس الدين بن مسلم الحنبلي وأسلم على يديه فقبل توبته وحكم بإسلامه وحقن دمه ولم يعزره لأجل إبن تيمية
صفحه ۱۲۲