دفع شبه من شبه وتمرد
دفع شبه من شبه وتمرد
ناشر
المكتبة الأزهرية للتراث
محل انتشار
مصر
فمن ذلك ما في كتابي تهذيب الطالب لعبد الحق الصقلي عن أبي عمران المالكي أن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم واجبة وقال عبد الحق في هذا الكتاب رأيت في بعض المسائل التي سئل عنها أبو محمد بن أبي زيد قيل له في رجل استؤجر بمال ليحج به وشرطوا عليه الزيارة فلم يستطع تلك السنة أن يزور لعذر منعه من ذلك فقال يرد من الأجرة بقدر مسافة الزيارة وهي مسألة حسنة وفي كتاب النوادر لابن أبي زيد فائدة أخرى فانه بعد ان حكى في زيارة القبور من كلام إبن حبيب ومن المجموعة عن مالك ومن كلام القرطي بإسكان الراء وبالطاء المهملتين ثم قال عقبة ويأتي قبور الشهداء بأحد ويسلم عليهم كما يسلم على قبره صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه وفي الكتاب المذكور ويدل على التسليم على أهل القبور ما جاء في السنة والتسليم على النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما مقبورين وقال العبدي المالكي في شرح الرسالة إن المشي إلى المدينة لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من المشى إلى الكعبة وبيت المقدس وصدق وأجاد رضي الله عنه لأنه أفضل البقاع بالإجماع فهذه نبذة يسيرة والنقول في ذلك كثيرة جدا وفيها الإجماع على طلب الزيارة بعدت المسافة أو قصرت وعمل الناس في ذلك في جميع الإعصار من جميع الإقطار فكيف يحل لأحد أن يبدعهم بالقول الزور ويضلل أئمة أمة المختار بل من المصائب العظيمة أن يوقع وفد الله تعالى في جريمة عظيمة وهي عصيانهم بشد رحالهم لزيارة قبره عقب ما رجوه من المغفرة وبتركهم الصلاة التي هي أحد أركان الدين لأنهم إذا لم يجزلهم القصر وقصروا فقد تركوا الصلاة عامدين ومن تركها متعمدا قتل إما كفرا وإما حدا ولا يصدر هذا إلا ممن هو شديد العداوة لوفد الله تعالى ولحبيبهم الذين يرتجون بزيارتهم له إستحقاق الشفاعة التي بها نجاتهم وسأذكر عقب هذا الأدلة الخاصة بالحث على زيارته وأتعرض لما قدح فيها وفي الأئمة رواتها ومنه تعلم أن هذا الخبيث لا دين له يعتمد عليه فتراه واضحا جليا لا تشك فيه ولا ترتاب فنسأل الله تعالى العافية مما يرتكبه هذا الزائغ الفاجر الكذاب
وأن يذيقه أشد العذاب
على ما أفسد في هذه الأمة وسيلقي أشد الحساب وقوله إنما ذكروه من الأحاديث في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فكلها ضعيفة بإتفاق أهل العلم بل هي موضوعة لم يرو أحد من أهل السنن المعتمدة شيئا منها أعوذ بالله من مكر الله عزوجل
صفحه ۱۰۷