أي يا محمد
ﵟإنما يبايعون اللهﵞ
نفى سبحانه وتعالى الواسطة في المبالغة وقد تنبه لذلك أرباب المعالي والقلوب العارفون بمراتبه صلى الله عليه وسلم وما وهبه الله تعالى من سنى الأوصاف التي لا تليق بغيره ولا يقدر على حملها إلا هو قالوا إن البشرية في نبيه صلى الله عليه وسلم عارية وأضافه دون الحقيقة وهو كلام حكيم منور القلب القلب وقال بعضهم لم يظهر الحق سبحانه وتعالى مقام الجمع على أحد بالتصريح إلا على أخص نسمة وأشرفها وهو المصطفى فقال
ﵟإن الذين يبايعونك إنما يبايعون اللهﵞ
ومنها قوله تعالى
ﵟورفعنا لك ذكركﵞ
قال إبن عباس رضي الله عنهما المراد الأذان والإقامة والتشهد والخطبة على المنابر فلو أن عبدا عبد الله وصدقه في كل شيء ولم يشهد أن محمد رسول الله لم يسمع منه ولم ينتفع بشيء وكان كافرا وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ع عنه وقيل غير ذلك صلى الله عليه وسلم سأل جبريل عليه السلام عن هذه الآية فقال قال لله عزوجل إذا ذكرت ذكر معي وقال قتادة رضي الله عنه رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة وقيل رفع ذكره بأخذ الميثاق على النبيين وألزمهم الإيمان به الاقرار به وقيل ورفعنا لك ذكرك ليعرف المذنبون قدر رتبتك لدى ليتوسلوا بك إلى فلا أرد أحدا عن مسألته فأعطيه إياها إما عاجلا وإما آجلا ولا أخيب من توسل بك وإن كان كافرا ألا ترى قوله تعالى
ﵟوكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفرواﵞ
وسيأتي الكلام على هذه الآية وقيل غير ذلك
ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قيل بكت مكة لفقده بدموع الحرقة على الخد وقالت وآأسفاه على من أنزل عليه
ﵟلا أقسم بهذا البلدﵞ
وهو مكة لحلولك فيه ومن جعل لا أصلية فالمعنى
ﵟلا أقسم بهذا البلدﵞ
وأنت حال فيه بل أقسم بك وبحياتك وهذا يدل على علو قدره عند ربه ورفعته التي لم يفز بها غيره
وفي حديث عائشة رضي الله عنها أن جبريل عليه الصلاة والسلام قال قلبث مشارق الأرض ومغاربها فلم أر رجلا أفضل من محمد صلى الله عليه وسلم وقال إبن عباس رضي الله عنهما من رواية أبي الجوزاء رضي الله عنه
صفحه ۷۰