فقال في جوابه الحمد لله رب العالمين من إستغاث بميت أو غائب من البشر بحيث يدعوه في الشدائد والكربات ويطلب منه قضاء الحاجات فيقول يا سيدي الشيخ فلان أنا في حسبك أو في جوارك أو يقول عند هجوم العدو عليه يا سيدي فلان يسترعيه أو يستغيث به أو يقول نحو ذلك عند مرضه وفقره وغير ذلك من حاجاته فإن هذا ظالم ضال مشرك وفي بعض النسخ كافر عاص لله تعالى بإتفاق المسلمين فإنهم متفقون على أن الميت لا يسأل ولا يدعي ولا يطلب منه شيء سواء كان نبيا أو غير ذلك ثم أكد ما قاله بقصة عمر والعباس في الإستسقاء تبعا لشيخه الجاري خلف سلالة اليهود وانت أرشدك الله تعالى وبصرك إذا تأملت ما قاله في هذا الجواب إقشعر جلدك وقضيت العجب مما فيه من الخبائث والفجور وإدعاء إتفاق المسلمين وما فيه من الرمز إلى تكفير الأنبياء وتضليلهم والتلبيس على الأغبياء بقصة عمر رضي الله عنه وليت شعري من أي الدلالات أن من توجه إلى قبر سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم وتوسل به في حاجة الإستسقاء أو غيرها يصير بذلك ظالما ضالا مشركا كافرا
هذا شيء تقشعر منه الأبدان ولم نسمع أحدا فاه بل ولا رمز إليه في زمن من الأزمان
ولا بلد من البلدان
قبل زنديق حران
قاتله الله عزوجل وقد فعل جعل الزنديق الجاهل الجامد قصة عمر رضي الله عنه دعامة للتوصل بها إلى خبث طويته في الإزدراء بسيد الأولين والآخرين وأكرم السابقين واللاحقين وحط رتبته في حياته وإن جاهه وحرمته ورسالته وغير ذلك زال بموته وذلك منه كفر بيقين وزندقة محققة فإنه صلى الله عليه وسلم حرمته وقدره ومنزلته عند ربه ما زالت ولم تزل وهو سيد ولد آدم وأكرمهم على الله عزوجل على الدوام ومن تأمل القرآن العظيم وجده مشحونا بذلك وقد ذكرت جملة من ذلك في مولده صلى الله عليه وسلم وأشير هنا إلى نبذة يسيرة من ذلك ليتحقق السامع لها خبث هذا الزنديق وما انطوى عليه باطنه من الخبث بإبداله هذه الأنواع من التعظيم بالإزدراء وما فاه به من الفجور والإفتراء كما ترى
( سل عن فضائله الزمان لتخبرا
فنظير مجدك يا محمد لا يرى )
( ولقد جمعت منا قبا ما استجمعت
ما إستعجمت يا سيدي فتفسرا )
( ما بين مجدك والمحاول نيله
إلا كما بين الثريا والثرى )
صفحه ۶۸