فقوله
ﵟسبح اسم ربكﵞ
أي قل سبحان ربي الأعلى والمعنى نزه إسم ربك وأذكره وأنت له معظم وقيل نزه عن المعاني المفضية إلى نقصه وقيل نزه إسمه عن الكذب إذا أقسمت به وقيل لفظ إسم زائد وفي الكلام حذف المعنى نزه مسمى ربك الذي خلق فسوى أي مخلوقه بأن خلقه مستويا بلا تفاوت فيه وفي أعضائه وغير ذلك من مخلوقاته فإن من هذا من بعض مصنوعاته يستحق التنزيه فكيف بمخلوقات أخر يعجز الخلق عن إدراكها لعظمها وكلها على إختلاف أجناسها وأنواعها كل يسبحه بلغته وبما يليق بجلاله قال تعالى
ﵟتسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهمﵞ
وقال
ﵟوالطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحهﵞ
قال مجاهد تسبيح المخلوقات هو تنزيه خالقها وتوحيده بما يستحقه من كمال صفات عظم ذاته قيل يفقه تسبيحهم العلماء الربانيون الذين إنفتحت أسماع بصائرهم والمنورون البصائر للذين يشاهدون كل شيء مرموقا عليه بقلم القدرة هو الملك القدوس وقال مجاهد كل الأشياء تسبح حيوانا وجمادا وتسبيحها سبحان الله وبحمده وروى إبن السني أنه صلى الله عليه وسلم قال ما تستقبل الشمس فيبقى شيء من خلق الله تعالى إلا سبح الله تعالى وحمده إلا ما كان من الشيطان أغبياء بني آدم فقيل ما أغبياء بني آدم فقال شرار الخلق وقال شهيب بن حوشب حملة العرش ثمانية أربعة يقولون سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمك وأربعة يقولون سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك وقال هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس فالملك إسم من أسمائه تعالى وكذا مليك وهو صفة مبالغة في الملك قال تعالى
ﵟعند مليك مقتدرﵞ
فالملك هو المستغني عن كل شيء ويفتقر إليه كل شيء ونافذ حكمه في مملكته طوعا أو كرها وقيل هو القادر على الإبداع والإنشاء والإعدام وهذا على الحقيقة لا يكون إلا الله عزوجل أبدع المكونات العلويات والسفليات الجليات والخفيات أبدعها بقدرته ورتبها على إختلاف أطوارها بحكمته فكل ما برز فهو مقهور الوجود بكن
صفحه ۵۳