دعای به سوی راه مؤمنان
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
ژانرها
يظن من خدعته نفسه وغرته الأماني الكاذبة أنه على بينة من أمره في كل أحكامه وهو خطأ مبين ، ما كان لمن في قلبه مثقال ذرة من الإيمان الصحيح ، وله مسكة من العقل الرجيح أن يسترسل في الانهماك ، ويتوغل في ظلمات الهوى حتى يحمله ذلك على تسفيه الحق والحكم بالباطل والهلاك على من وفقتهم العناية الربانية إلى إيجاد نهضة علمية تعمل للدين والدنيا في عصيب من الفتن ، انطماس معالم الدين . انصراف عن العلم ولا حياة إلا به ، انسياب الأوضاع والتقاليد الأوروبية وهي ترمي إلى القضاء علينا وابتلاعنا وقتل قومياتنا ، إن هذا لعمرو الحق جناية على الدين وإهانة لأهله .
ثم غلا في الحكم وشط في الخرق والإثم فقال ما حكمنا بالضلال إلا على الولد الضال إلخ ، يا ترى كيف يتأتى الحكم بالضلال على الولد ، وأنت خبير بأنه يطلق في مثل مقامه إلا على الكبيرة نفاقا أو إشراكا ، وكل منهما لا يصح إطلاقه على غير البالغ لعدم تكليفه ، ولا وعيد ولا براءة إلا على الإخلال بالدين اعتقادا وعملا ، وإنما الحكم على غير البالغ مذهب الخوارج الصفرية الأزارقة ومن نحا نحوهم ، يحكمون على الأطفال كالمكلفين بالبراءة والكفر ، فاستحلوا الدماء والأموال ، فضلوا عن سواء السبيل ، نعوذ بالله من الحرمان والضلال المبين .
وليس بجائز حمل اللفظ على معنييه الحقيقي والمجازي ، وذلك من المفتون يدل على جهله وتلاعبه وإلا فكيف ساغ له الحكم على غير المكلف بالضلال ، ولعله أراد الحكم بالمئال فيكون كماش في الدجا ليس يهتدي .
صفحه ۹۵