وكم نزلت به من النكبات ، وتحمل من ويلات تنوء (3) بها الراسيات وكثيرا ما رزح تحت كلكل (4) الاضطهاد والاعتساف .
وطن لم يزل ينكب بما جره فسدة أبنائه الخائنين العاقين المسلوبي الإيمان ولسان حاله يقول :
وردت علي وقائع وشدائد وردت على الأيام صرن ليالي
هكذا تشقى أوطان بأبناء جهلة نحس مستمر، وتسعد بأبناء بررة عارفين كيف كيف تجلب السعادة إليها . ولقد صدق والله القائل:
أنى اطلعت على البلاد وجدتها
تشقى كما تشقى الرجال وتسعد
قاتل الله الجمود والغباوة ، يذران نفوسا أعضاء مشلولة(5) في الهيئة الاجتماعية
تصدى أشخاص منذ أن قامت فئة لخدمة العلم والدين والأخذ بيد الشبيبة الناهضة لمقاومتها بالطعن وإيجاد العقبات والصد عن سبيل العلوم ، تارة بالسعاية وحينا بالشتائم على صحف لاخلاق ولاذمة لذويها وطورا بالتغرير والمكر .
تولى كبرهم شخص حلقات عمره ضروب من الفتن والأهواء .
(1) العاقل السديد الرأي (2) الكاذبون (3) تثقل وتميل ، ورزح سقط إعياء وهزالا (4) الصدر
والاضطهاد القهر ، والاعتساف الظلم والجور (5) يبست وفقدت قوتها
كتب رسالة فوزعت بين الناس مجانا ، حشر فيها هجر القول وأباطيل وأدلة محمولة على ما لم ياذن به الله،وأحكاما لم ينزل بها سلطانا ، مزج فيها بين الغث(1) والسمين والرث (2) بالقشيب (3)والصفو بالكدر والغرر(4) بالغرر
(كمحتطب في اليل مهما يجد يضم)
إنا لنربأ بأنفسنا - لولا وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- أن ننفق جزءا من حياتنا في جانب هؤلاء الذين خذلهم الله وأصمهم وأعمى أبصارهم ، ولعمرو الحق إن نسبة تلك الرسالة إلى من له ذرة من الإيمان أو مسكة من العقل عار وخزي،لولا الواجب لقلنا (سلام عليكم لانبتغي الجاهلين) ولقلنا ما قاله المعري :
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا
تجاهلت حتى ظن أني جاهل
وإنا لخصنا ذلك الإملاء في عشرة فصول هي محوره ومدار هوج(5) المملي المغرور أولا:الشباب المتعلم في معزل عن تعلم دينهم.
صفحه ۵