هلكت الأمة الإسلامية بترك سنة الله في الكون وإهمال البحث عن واجب الحياة وموجب الفلاح ، وظن كثير ممن يعدون أنفسهم في زمرة العلماء أن الجمود والخمول والاستسلام أمام الهاجم هو الحق فهلكوا وأهلكوا . حسبوا أن مجرد الانتساب إلى العلم يستنزل الحقائق إلى أدمغتهم ، ويستحقون الإجلال - الذي يتهافتون عليه تهافت الذباب على جرح الدابة - ويستوجبون التكريم وقبول الحكم والترجيح . جهلوا أن الإيمان ليس بمجرد التحلي ولا الدين بالتمني، وإنما هما ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال .
وما كل ذي تاج ولابس جبة على زي ذي علم لعلم بصاحب
وما كل سيف ذا الفقار مهندا وما كل رمح عاملا في الترائب
صفحه ۲۹