دعای به سوی راه مؤمنان
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
ژانرها
واجب على الأمة أن تضارع الأمة الحية لا دفعا للتفوق فقط بل الواجب يأمر بذلك ، وكيف لا وهي الأمة التي أنبأها دينها بأنها ستحاسب على ما منحها الله من المواهب والقوة الاختيارية التي هي مناط الثواب والعقاب والمدح والذم :
{ من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } ( النحل / 97)
( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ) .
كل شعب تمسك بالبساطة ولم يحفظ مميزاته الجميلة بسياج العرفان فإنه يكون نهبة للأخطار وعرضة للاضمحلال .
والثروة الخالدة هي العلم وهو مع الرفاهية سعادة في سعادة ، وهي بدونه عذاب وشقاوة ، إن المعارف من أعظم ما يتترس به الشعوب والأفراد ، وهي السلاح في كل معترك والأنيس في الوحدة والدليل إلى كل مطلوب والنور في الغياهب والرشيد عند كل حيرة ، والعلوم الحيوية قوة مندفعة إلى الأمام لا يمكن إيقافها ولا حصرها في مكان واحد .
القول في الاتحاد
أنعم بنعمة الاتحاد إذا صدرت من أفئدة نقية طاهرة فإنها تفرح القلوب المحزونة وتبعث الآمال والرجاء ، وتجدد الروح وتوقظ النفوس الخاملة ، نعم كلمة طيبة ونغمة شجية تنعش الآيسين وتفتح الباب على مصراعيه للراجين ، والاتحاد يحيي موات النفوس حياة الحبوب بالقطر ، وينبت فيها صالح العمل إنبات الربيع البقل، نسمع هذه الكلمة من كثير لكنا نرى الغالب لا ينطقون بها إلا تقليدا ، ولا يتصورون معناها إلا سطحيا ، ومنهم من يلفظ بها رياء ونفاقا ، ألسنهم ترددها وقلوبهم تنبعث منها زفرات المكر وخبث النية .
صفحه ۱۲۹