دعای به سوی راه مؤمنان
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
ژانرها
انظر كيف جمع تعالى في هذه الآية أعظم الدلائل وأكثرها مشاهدة ، وأجلها نعمة بحيث لا يبقى للإنسان أدنى ريب متى التفت إليها في أن المعبود الحق هو المتصرف في هذا الكون العجيب النظام ، وما سواه من المعبودات باطل بل هي تخضع بلسان حالها لذي الجلال والاكرام
وفي كل معبود سواك دلائل من الصنع تنبي أنه لك عابد
فإن البحث في الملكوت وتعاطي علومه يزيد المؤمن إيقانا والباطن نورا والضال هداية ، وما أظهره العلم الصحيح الآن لم يناف الحق ، بل إنك إذا تأملت قوله تعالى: { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد } ( فصلت / 53) وجدت الآية تخبر بظهور تلك البينات التي أبداها العلم ، فالواجب التصديق بها لا الجمود على ما قاله علماؤهم أنفسهم وما ذكروه لا على سبيل الاحتياط ولا شك .
من الحماقة أن يقول المرء بأن السماوات إجرام معدنية كما تخبر الإسرائيليات الموضوعة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكيف يصدق عاقل أن السماوات من فضة ونحاس وذهب وزجاج .... إلخ وأن الأولى مخضرة بجبل قاف وهي موج مكفوف إلى غير ذلك مما لم يذكره القرآن ولا السنة الصحيحة ، ولو ذكراه لقطعنا به رغم كل قائل ، لكن (معاذ الله) أن يأتي العلم الصحيح بخلافهما ، وقد قال قطب الأئمة وبعض المحققين(1) : أن ما يروى من أن السماوات أجرام معدنية لا صحة له ولم يؤيده نقل صحيح عن رسول الله يعتمد .
(1) في حفظي أنني رأيت في شرح شرح التوحيد وأظنه للبدر التلاتي أنه زيف هذا القول كشيخنا القطب (رضي الله عنهما) ولا يبعد أن يكون في غيرها من تآليفه .
صفحه ۱۱۴