دعای به سوی راه مؤمنان

ابو اسحاق ابراهیم اطفیش d. 1385 AH
106

دعای به سوی راه مؤمنان

الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش

ژانرها

وعلى الوجه الثاني فلا بد من الإضمار ، والتقدير فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة وأقامت أخرى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليتفقه المقيمون في الدين ولينذروا قومهم النافرين إذا رجعوا إليهم من الجهاد .

وعلى كلا الوجهين تفيد الآية توزيع العمل بين المسلمين ؛ ليستقيم الأمر ويحصل لهم الهم الفوز في كل موطن ، ويجمعوا بين العلم والعمل ، والفقه في الآية يشمل علوم الشرع كلها من التفسير والحديث وأصول الدين وأصول الفقه ومقدمات كل من ذلك وغاياتها بحسب الإمكان النوعي أو الشخصي ، وفي قوله : ( ولينذروا قومهم ) إشارة إلى أن الغرض الأصلي من التعليم هو التخويف من عذاب الله، والإرشاد إلى سبل السعادة ، لا ما يستبق إليه علماء السوء من الأغراض الدنيئة والأعمال الذميمة وإفساد القلوب .

وكان هؤلاء في الوقت الحاضر يرون أنفسهم غير مطالبين بالواجبات العامة ، وإنما خلقوا للشهوات والإضرار بغيرهم ، ولا عليهم في مصائبنا الحاضرة وغوائل اليوم وما ينتاب الأمة من الأرزاء وأليم العذاب .

فاذا أمعنت النظر في أقوال المفسرين على الآية الكريمة وجدتها تفيد أمورا :

أولا - العمل بخبر الآحاد إذ لفظ الطائفة يصح إطلاقه على الواحد .

ثانيا _ الأمر بالسفر إلى العلم وتشير إلى مزاياه الجسيمة التي لا تحصر بصيغة التحضيض الدالة على النهي عن التخلف .

ثالثا _ الأمر بتوزيع الأعمال العامة بين المسلمين ، إذ نهت أولا عن النفير الكلي إلى الجهاد ، وأمرت ثانيا بالخروج إلى كسب العلم وبالتوزيع ينتظم شمل الأمة ونكون جامعة للكمال الديني والدنيوي فتصبح في عز باذخ ووارف الحرية .

رابعا _ تفيد أن ما يعود على الدين بالتأييد تفقه فيه بناء على جعل النفير بمعنى الخروج إلى الجهاد .

خامسا _ تفيد جواز طلب العلم ، للقيام بأود الإسلام والمسلمين بالوعظ والإرشاد والتخويف من عذاب الله ولا ينافي ذلك الإخلاص .

صفحه ۱۰۹