واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير، وقال: (1) يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله. وقال: (2) وليطوفوا بالبيت العتيق، فقال عز وجل فيما شهدت به الأيدي والأرجل على أنفسها وعلى أربابها من نطقها بما أمر الله به وفرض عليها: (3) اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون، فهذا أيضا مما فرض الله على اليدين والرجلين وهو عملهما وهو من الايمان.
وفرض على الوجه السجود بالليل والنهار في مواقيت الصلاة فقال: (4) يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون. فهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين، وقال في موضع آخر: (5) وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا . فهذا ما فرض الله على الجوارح من الطهور والصلاة، وسمى الصلاة إيمانا في كتابه وذلك أن الله عز وجل لما صرف وجه نبيه عن الصلاة إلى بيت المقدس وأمره أن يصلى إلى الكعبة، قال المسلمون للنبي صلى الله وعليه وعلى آله: أرأيت (6) صلاتنا هذه التي كنا نصليها إلى بيت المقدس ما حالها وحالنا فيها؟ فأنزل الله عز وجل في ذلك: (7) وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم، فسمى الصلاة إيمانا. فمن لقى الله عز وجل حافظا لجوارحه موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عليها لقى الله كامل الايمان وكان من أهل الجنة، ومن خان الله شيئا منها وتعدى ما أمره الله عز وجل به لقى الله ناقص الايمان، (8) قال السائل: قلت يا بن رسول الله (صلع) قد فهمت نقصان الايمان وتمامه فمن أين جاءت زيادته وما الحجة في زيادته، قال جعفر بن محمد (ع م) قد أنزل الله عز وجل بيان
صفحه ۸