إلى قوم من شيعته، فقال له: بلغ شيعتنا (1) السلام، وأوصهم بتقوى الله العظيم، وبأن يعود غنيهم على فقيرهم، ويعود صحيحهم عليلهم، ويحضر حيهم جنازة ميتهم، ويتلاقوا في بيوتهم، فإن لقاء بعضهم بعضا حياة لامرنا، رحم الله امرءا أحيا أمرنا وعمل بأحسنه، قل لهم: إنا لا نغني (2) عنهم (3) من الله شيئا إلا بعمل صالح، ولن ينالوا ولايتنا إلا بالورع (4) وإن أشد الناس حسرة يوم القيامة لمن وصف عملا ثم خالف إلى غيره.
وعن أبي عبد الله (ع) أنه أوصى قوما من أصحابه، فقال لهم: اجعلوا أمركم هذا لله ولا تجعلوه للناس، فإنه ما كان لله فهو له، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله، ولا تخاصموا الناس بدينكم، فإن الخصومة ممرضة للقلب، إن الله قال لنبيه: يا محمد، (5) إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء، وقال: (6) أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين، ذروا الناس، فإن الناس أخذوا من الناس، وإنكم أخذتم من (7) رسول الله (صلع) ومن (8) على صلوات الله عليه ومنا (9)، سمعت أبي رضوان الله عليه يقول: إذا كتب (10) على عبد دخول هذا الامر (11) كان أسرع إليه من الطائر (12) إلى وكره.
ثم قال (ع): من اتقى منكم وأصلح فهو منا أهل البيت، قيل له:
منكم يا بن رسول الله؟ قال: نعم، منا، أما سمعت قول الله عز وجل: (13) ومن يتولهم منكم فإنه منهم، وقول إبراهيم (ع) (14): فمن تبعني (15) فإنه منى.
وعنه صلوات الله عليه وآله، أنه أوصى بعض شيعته فقال: أما والله إنكم لعلى دين
صفحه ۶۲