تكونوا ملوك الأرض وحكامها، إن الله لم يبعث نبيا إلا جعل له وصيا ووزيرا ووارثا وأخا ووليا، فأيكم يكون وصيي ووارثي ووليي وأخي ووزيري؟ فسكتوا، فجعل يعرض ذلك عليهم رجلا رجلا ليس منهم أحد يقبله حتى لم يبق منهم أحد غيري وأنا يومئذ من أحدثهم سنا، فعرض على فقلت: (1) أنا يا رسول الله، فقال: نعم أنت يا علي، فلما انصرفوا قال لهم أبو لهب: لو لم تستدلوا على سحر صاحبكم إلا بما رأيتم (2) أتاكم بفخذ شاة وقدح من لبن فشبعتم ورويتم.
وجعلوا يهزءون (3) ويقولون لأبي طالب قد قدم ابنك اليوم عليك. وقد روى كثير من العامة عن أسلافهم في تأويل قول الله عز وجل: (4) إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، أنها أنزلت (5) في علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وذلك أن سائلا وقف به (6) وهو راكع فرمى إليه بخاتمه، والآية فيه، وفى الأئمة من ولده صلوات الله عليه وعليهم أجمعين. وأمر غدير خم ومقام رسول الله (صلع) فيه بولاية علي بن أبي طالب صلوات الله عليه معروف ومشهور، لا يدفعه ولى ولا عدو وأنه صلى الله عليه وعلى آله لما صدر عن حجة الوداع وصار بغدير خم أمر بدوحات فقممن له (7) ونادى ب (الصلاة جامعة) فاجتمع الناس وأخذ بيد على فأقامه إلى جانبه وقال: أيها الناس، اعلموا أن عليا منى بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، وهو وليكم بعدي، فمن كنت مولاه فعلى مولاه (8) ثم رفع يديه حتى رؤي (9) بياض إبطيه، فقال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار. فأي بيعة تكون آكد (10) من هذه البيعة والولاية؟
وقد روينا عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أن قوما سألوه فقالوا: يا أمير المؤمنين،
صفحه ۱۶