دعائم التمكين
دعائم التمكين
ناشر
الجامعة الإسلامية
شماره نسخه
العدد المائة وعشرة-السنة الثانية والثلاثون
سال انتشار
١٤٢٠هـ/٢٠٠٠م
محل انتشار
المدينة المنورة
ژانرها
وقال الصادق المصدوق ﷺ: "لا تزال طائفة من أمَّتي ظاهرين على الحق لا يضرهم مَنْ خذلهم - أو مَن خالفهم - حتى يأتي أمرُ الله" ١.
وإنَّ المستقرئ لتاريخ هذه الأُمَّة في حقبه المتتابعة والمتفاوتة، قوةً وضعفًا، يعلم أنَّ: دولة الإسلام لم ينقطع موكبها، ولم تقف سفينتها منذ أن أقام الرسول ﷺ دولة الإسلام العظمى في المدينة النبوية.
فقد شهد التاريخ الإسلامي - بعد عهد الرسول ﷺ والخلافة الراشدة - عِدَّة دول٢. تعنى بأمر العقيدة والشريعة، وتحمي الحوزة، وتدافع عن حصن الإسلام، وإن كان ذلك لا يقاس بمعيار الخلافة الراشدة، لكن الأمر الذي لا يجوز نكرانه، هو أنَّ تلك الدول قد قامت بمسئولياتٍ كبيرة، منها:
١ - اتخاذ الكتاب والسُنَّة مصدرًا للتشريع والحكم، وإن حصل تقصير في إنفاذ مقتضاهما دون الاستخفاف بالأصل أو ردّ للأمر أو جحود للأحكام.
٢ - الحفاظ على كيان الأُمَّة والاستمساك بمبدأ وحدتها، ولو على ضعف في بعض الأحيان.
٣ - استمرار الدعوة والفتح الإسلامي.
٤ - اتصال النشاط العلمي والحضاري ونشر الثقافة الإسلامية. ولو في مستوى أقل مِمَّا هو مطلوب٣.
_________
١ أخرجه الإمام أحمد (٥/٢٨٤،٢٨٣،٧٨)، وأبو داود، حديث رقم (٤٢٥٢) وابن ماجه برقم (٣٩٥٢)، وابن حبان في صحيحه. انظر موارد الظمآن ص ٤٥٨، ومناهج العلماء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للسامرائي ص ٢٥٥
٢ مثل: الخلافة الأموية من ٤٢-١٣٢، والخلافة العباسية، والدولة العثمانية، والدولة السعودية قبل الملك عبد العزيز. المنهج القويم ص ٢٦
٣ المنهج القويم ص ٢٦.
1 / 48