دعائم التمكين
دعائم التمكين
ناشر
الجامعة الإسلامية
شماره نسخه
العدد المائة وعشرة-السنة الثانية والثلاثون
سال انتشار
١٤٢٠هـ/٢٠٠٠م
محل انتشار
المدينة المنورة
ژانرها
﴿الذين أُخرجوا من ديارهم﴾: وصفٌ للذين أذن لهم بالقتال، فهو بدل منصوب على المدح، أو مرفوع على أنَّه مبتدأ. والمراد بالديار: مكَّة المكرَّمة١.
قال ابن عباس ﵄: "أُخْرِجُوا من مكَّة إلى المدينة بغير حق، وهم محمَّد ﷺ وأصحابه"٢.
﴿إِلأَ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ﴾: أي ما كان لهم إلى قومهم إساءة،
ولا كان لهم ذَنْب إلاَّ أنَّهم وحَّدوا الله وعبدوه لا شريك له.
- وهل في هذا عدوان على أحد؟ أو ضرر يعود على أحد؟! ولكن أهل الضلال والبغي ينظرون بعيون مريضة، ويحكمون على الأمور بعقولٍ فاسدة. فيرون النور ظلمة، والخير شرًّا، والإحسان إساءً!! ٣.
فتكون هذه الآية الكريمة مثل قوله تعالى: ﴿هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ﴾ [المائدة: ٥٩] .
وقول النابغة٤:
ولا عيب فيهم غير أنَّ سيوفهم ... بهنَّ فلولٌ من قراع الكتائب٥
وقوله تعالى: ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج:٤٠] .
_________
١ فتح القدير ٣/٤٥٧
٢ صفوة التفاسير ٢/٢٩٢
٣ ابن كثير ٣/٢٢٥، التفسير القرآني للقرآن - الكتاب التاسع ص ١٠٤٤
٤ هو زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري، أبو أمامة، شاعر جاهلي، من الطبقة الأولى. كانت تضرب له قبة في سوق عكاظ فتقصده الشعراء وتعرض عليه أشعارها.
طبقات ابن سلام ص٥١، الأعلام ٣/٥٤-٥٥، الشعر والشعراء ص٨٧ وما بعدها.
٥ ديوان النابغة ص ٣٩. وفتح القدير ٣/٢٢٥.
1 / 33