126

دعائم التمكين

دعائم التمكين

ناشر

الجامعة الإسلامية

شماره نسخه

العدد المائة وعشرة-السنة الثانية والثلاثون

سال انتشار

١٤٢٠هـ/٢٠٠٠م

محل انتشار

المدينة المنورة

ژانرها

وقبل أن ينتقل الحديث عن هذا الموضوع، أحب أن أشير إلى أنَّ الملك فيصل ﵀ خلال زيارته للجامعة الإسلامية زار كلية الشريعة ودخل على فضيلة الشيخ محمد الأمين -صاحب أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن- ﵀ وكان مِمَّا شرحه الشيخ أمام الملك فيصل ﵀ الآية الكريمة موضوع البحث ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ فأعجب بما قاله الشيخ محمد الأمين في تفسيرها وشكره على ذلك. وأمَّا جهود أبناء الملك عبد العزيز ﵀ في ترسيخ وتطبيق الدعامتين الثالثة والرابعة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر): فقد تقدَّم أنَّ المبدأ والأساس لم يتغير، وإنَّما حدث توسيع في الوسائل وتطور في التنظيم، لما توفرت المادة التي ساعدت على ذلك، والآلة التي سهلت توصيل الدعوة إلى الناس. وقد مرَّ أنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلم بقدر الاستطاعة "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" ١. ومرَّ أيضًا أنَّ من وظائف الدولة المسلمة التي دلَّت عليها الآية موضوع البحث وغيرها من أدلة الشرع (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) . وأنَّ ذلك يشمل الدين كله؛ لأنَّه إمَّا أمر أو نهي ٢. ولأهمية هذا الأمر -كما سبق- كان الملك عبد العزيز -حمه الله- وأبناؤه من بعده يحرصون على تنفيذ هذا المبدأ ويقومون بالأمر بالمعروف والنهي

١ سبق تخريجه ص ٨٣ ٢ انظر مبحث أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص ٨٧

1 / 139