[من كتاب النجاة للإمام أحمد بن الهادي (ع) القصيدة النونية في
الرد على المجبرة]
ومن كتاب النجاة للإمام الناصر لدين الله أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليهم السلام قوله عليه السلام:
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن من الشعر لحكمة.
ثم أورد هذه القصيدة الرائعة في الرد على المجبرة في صفح 223 إلى 225 طبعة دار النشر 1405 ه الموافق 1985م:
المجبرون يجادلون بباطل .... وبغير ما يجدون في الفرقان
الواصفون إلههم بتعنت .... لعباده كذبوا على المنان
كل مقالته الإله يضلني .... ويريد لي ماكان عنه نهاني
إن كان ذا فتعوذوا من ربكم .... ودعوا تعوذكم من الشيطان
إن كان ذاك كذا إرادة ربنا .... فلمن أعد جواحم النيران
إن كان ذلك فالمعاصي طاعة .... والبر مثل عبادة الأوثان
إن المهيمن لايضل عباده .... حتى يضلوا ياذوي الطغيان
إلزامه لهم الضلال بفعلهم .... إضلاله لهم بكل أوان
بعد اختيارهم الضلال على الهدى .... لاقبل بينة لنا ببيان
قالوا الذنوب مشيئة من ربنا .... قلت المشيئة والرضى سيان
قالوا الرضى غير المشيئة فاعتدوا .... والله يجزيهم على العدوان
إن المشيئة والإرادة والرضى .... معنى وماهي فاعلموا بمعاني
والاستطاعة فيكم مخلوقة .... خلقت مع الأرواح والأبدان
لولا استطاعتكم لطاعة ربكم .... ماقال ربكم اطلبوا رضواني
الله ملكنا ليوجب حجة .... تخزيك كل يد وكل لسان
جعل استطاعتنا علينا حجة .... والاستطاعة حجة الرحمن
ولذاك ليس على المصاب بعقله .... في الدين من حرج ولا الولدان
والناس تحدث منهم أفعالهم .... والاستطاعة حيلة الإنسان
زعموا بأن الله كلف عبده .... أشياء ليس له بهن يدان
إن المكلف عندنا لعبيده .... مالايطاق لجائر السلطان
أيريد معصية ويفرض طاعة .... إن كان ذاك فأمره أمران
أأراد أن يعصى وعذب من عصى .... تلك المقالة أعظم البهتان
أأراد سيرة من أطاع ومن عصى .... فهما إذا في الأمر مستويان
إن كان ربكم أراد ضلالكم .... فالمجبرون إذا ذووا إحسان
أيقول ربكم لقوم آمنوا .... ويرد ألسنهم عن الإيمان
ماكان ربكم ليصرف عبده .... من وجه طاعته إلى العصيان
ليس الحكيم بمن يقول لعبده .... والعبد يفعل مايشاء عصاني
والله لم يرد الفواحش إنما .... بالعدل يأمرنا وبالإحسان
صفحه ۵۲