عیون مختار
عيون المختار من فنون الأشعار والآثار
ژانرها
[من كتاب مخطوط في المتحف البريطاني]
وفي كتاب مخطوط في المتحف البريطاني أيضا قال الأرحبي:
قدم سعيد بن قيس الهمداني الحاشدي في مائة ألف من همدان، فخرج عليهم عمر بن الخطاب فقال: أين تنزلون؟
قال: الشام نلحق بسلفنا.
قال: بل امضوا إلى العراق.
قالوا: بل نمضي إلى الشام.
فركبوا ليتوجهوا إلى الشام، فدنا عمر من راحلة سعيد بن قيس فرفع سعيد قضيبا كان في يده ليضرب الراحلة، فأصاب القضيب عمر فشجه، فلما رأى القوم الدم استحيوا، وقالوا: نمضي إلى العراق.
فقال: الحمدلله الذي جعل بالعراق مائة ألف من المسلمين.
وكانت همدان تقول:
مارأينا أعظم بركة من تلك الشجة، لأن الله وفقنا أن جعلنا من شيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة، ولم نأت الشام فنكون من شيعة معاوية بن أبي سفيان، فانحدرت همدان إلى العراق.
قيل: كان العز في ثمان قبائل همدان، أربع من حاشد، وأربع من بكيل.
فقبائل حاشد: يام وعذر ووادعة ودالان.
وقبائل بكيل: أرحب ومرهبه ونهم وشاكر.
فهؤلاء الذين امتنعوا على ملوك حمير وتركوا ضياعهم أنفا واتبعوا رباط الخيل واتخذوا بيوت الشعر في رؤوس الجبال، وأغاروا على حمير وغيرها، ولم يسمعوا لتبع ولم يطيعوا، ولم يؤدوا الأتاوة، فصاروا عزا لسائر همدان، فكان الرجل إذا جنى جناية لحق بهم، فلم يطمع فيه، وإذا أغاروا على أحد من همدان أغاروا عليه وطلبوا بثأره، وهم أخرجوا مراد من الجوف .
صفحه ۱۰۹