112

مسائل کیون

ژانرها

============================================================

مقالات البلخي وكنت أجبث رجلا من إخواني عن المسألة في باب حي بجواب قد أتيث بمعانيه وجملته، إلا أني أحببت أن أحكيه على وجهه، وأن يكون القول لا يمؤ على غير القاري وأذن المستمع بألفاظ مختلفة مرارا، فيعتاذها ويضبطها.

قال السائل: كيف السبيل إلى تصحيح الكلام في حقيقة الحيي وحده الفاصل بينه وبين غيره فإنه من أصول الدين، ولم يتقدم لسلفنا فيه ما نقتصر عليه؟

قلنا له: إن أول ما يجب في هذا أن نعلم الوجه في تعرف حقيقة الشيء التسي هي معناه، والتي من أجلها كان على ما هو عليه، والتي بها يفصل بينه وبين غيره، ليس هو ما ئحكى من كثير من المتقدمين.

قالوا: نحن في ذلك أن ننظر؛ فإذا وجدت كل من عرف الحقيقة التي سار إليها عرف الشيء جعلت حقيقة له بما عرفها به دون غيره، وكل من عرف الشيء عرفها بما عرفه دون غير ذلك، ووجدت كلما دل عليها دل عليه وحده، و كلما دل عليه وحده دل عليها دون غيرها، وكل ما أفسدها كان مفسداله، وكل ما أفسده كان مفسدا لها؛ علمت أنها حقيقته وحده؛ لأنه إن كان بما يدل عليها يدل عليه وعلى غيره، فليست حقائق له دون غيره، بل هي له ولغيره.

وكذلك إن كان ما يدل عليه ويدل عليها وعلى غيره وهكذا. قال الذين سقوا الحقيقة حدا من المدعي لتحديد الأشياء، وذلك أنهم زعموا أن حد الشيء هو ما لا يدخل معه غيره، ولا يخرجج عنه شيء منه.

ثم الذي يدلك ويوجب أن الله جل ذكره حيي هو أنه عالم قادر، وحقيقة الحي هي أن قول القائل: قادر عالم جائز غير مستحيل، وذلك أن من عرف الشيء حيا عرف أنه كذلك بالذي عرف به أنه حيي دون غيره، وكذلك الذي

صفحه ۶۱۶