============================================================
الفن الخامس: من كماب عيون المسائل والجوابات فإن قال: ولم زعمتم أن هذا لا يدل على أنه يجوز عليه الحسن والحركة، وأنتم لم تجدوا من يجوز أن يعلم ويقدر إلا وهو يجوز أن يحس ويتحرك، ولا وجدتم من يحسن ويتحرك إلا وهو يجوز أن يعلم ويقدر.
قيل لهم: أما التحرك فقد وجدناه يجوز أن يتحرك، ولا يجوز أن يعلم ويقدر، وهو الجسم المواث والميث.
و أما الحس؛ فإن الذي يصح به عندنا الاستدلال بالشاهد على الغائب ليس هو ما طلبئم؛ لأنا لم نشاهذ شيئا لا محدثا ولا محدثا إلاشيئا، ثم لم يجب بذلك أن يكون الذي دل على أن الشيء محدث هو الذي دل على أنه شيء، ولا الذي دل على أنه شيء هو الذي دل على أنه محدث، ولا أن يكون كل شيء محدثا، ولم يجب بذلك أيضا أن يكون كل محدث شييا، وإنما وجب هذا بدليل آخر، فنحن وإذ لم نشاهد من يجوز عليه الحسن إلا وهو يجوز أن يعلم ويقدر، ولم نجذ من يجوز أن يعلم ويقدر إلا وهو يجوز أن يحس، فليس الذي دل على أنه يجوز أن يحس ؛ هو أنه يجوز أن يعلم ويقدر، وإنما دل على ذلك شيء آخر. والذي يصط هذا ويشبته/ أن مريدا لو أراد أن يدل على أن الشسيء (123/ ..
يجوز أن يحس بنفس قوله: إنه يجوز أن يعلم ويقدر؛ ما قدر على ذلك، دون أن يستأنف دليلا آخر بعد هذا. ولو أراد أيضا أن يدل على أنه يجوز أن يحس من غير أن يذكر جواز العلم والقدرة لأمكنه ذلك.
معارضة: قالوا: فإن كان هذا هكذا فأجيزوا وجود قادر لا يجوز أن يفعل. وإن كنتم لم تشاهدوا قادرا إلا والفعل منه جائر، ولا جائزا منه الفعل إلا وهو قادر.
صفحه ۶۱۳