وإن كان العالم بذلك غير المتصف ، قصده مدخولا ، وسر علمه في ذلك
معلولا، حصل بذلك ضرر للقلوب، وحجب المستمع له - باستماعه ذلك - عن أنوار
الغيوب، قال صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات... الحديث.
وأما علوم الحقائق فعلمها ذاتها ، وذاتها علمها، ولا يجدها إلا عالمها، ولا
يعلمها إلا واجدها، ولا يشهدها إلا مبدئها، ولا يبدأها إلا شاهدها، علمها فان في
ذاتها، وذاتها محيطة بعلمها:
رق الزجاج، ورقت الخمر
فتشابها فتشاكل الأمر
فكأنه خمر ولا قدح
وكأنه قدح ولا خمر
صفحه نامشخص