فالأسرار التي ينزل العلم عليها علمها أجل وأعلى، وأصدق وأجلى، وأوثق
وأقوى، لأن العلم إذا ورد هو عليها صارت هي غيبا فيه، فتختفي رسومها، وتتضح
علومها، وتدق شواهدها، وتتضح مشاهدها، وتعزل تصرف عوالم الآثار، وتصير
الدولة الحاكمة لعوالم الأنوار: ( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة
أهلها أذلة وكذلك يفعلون).
34
والأسرار التي تترقى هي للعلوم يشوب شربها طعم كأسها، وتنزل خلع مواهبها
قريبا من جنس لباسها، فيحصل فيها ضرب من الإخفاء والإشكال، ويضرب لها الجلي
ولخفي من الأمثال، وتداخل شهود بصائرها ضرب الإخفاء والاستتار
وقال رضي الله عنه: عالم العلم الظاهر كلما اتسع علمه ونما انتشر في الوجود وفشاء لأن
صفحه نامشخص