چشمان گماز بر اسرار رمزاور
العيون الغامزة على خبايا الرامزة
أقول: أنّث «ستا» وإن كان مرادهُ ستة وتسعين بيتًا، إما لأنه أراد القوافي فإن البيت يُطلق عليه قافية، وكذا على القصيدة أيضًا، أو يكون أنثّه لحذف المعدود وإن كان مذكرًا بناءٍ على مذهب الكسائي ومن تبعه كما سلف غيرَ مرة. وربما يكون في هذا البيت إقامةُ بعض العذر للناظم في كونه يومئ إلى المقاصد إيماء خفيًا، وذلك لأنه لم يضع قصيدته هذه للمبتدئين حتى يُعاب عليه ذلك، وإنما وضَعها للمتوسط في هذا العلم، ومثله لا يخفى عليه المقصود إذا تأمل حقّ التأمل. قال:
ويسأل عبدُ الله ذا الخزرجىّ مِنْ ... مُطالعها إتحافَه منه باالدَّعا
أقول:
فجوزى بالحسنى وعنه إلهُهُ ... عفا فلقد أحيا من العلم ما عفا
وقابله يومَ الحساب بجبرهِ ... وعامله بالصّفح عنه وبالرضا
وساقَ لمثواه حقائبَ رحمةٍ ... تفضُّ ختامَ المسك عن أطيب الشذا
ونوّلنا حسنَ الخواتيم إنها ... لَحليةُ أعمال الورى حين تُجتلى
ووالى على خير الأنام صلاتَهُ ... وتسليمهُ في الابتداءِ والانتها
قال مؤلفه ﵀: وكان الفراغ من تبييض هذه النسخة بعد العصر من يوم الاثنين ثاني شهر رجب الفرد سنة سبعَ عشرةَ وثمانمائة بنقادة من بلاد الصعيد. وكان ابتداءُ تصنيف هذا الشرح بها يوم السبت أولَ يوم من جمادى الآخرة من السنة المذكورة أحمد الله تعالى عقباها. ثم قال: قال هذا كله وكتبه مؤلف الشرح المذكور محمد بنُ أبي بكر بن عمر المخزومي الدماميني المالكي أضعفُ خلق الله وأحوجهم إلى عفوه ومغفرته حامدًا ومصليا على رسوله محمد وآله وصحبه ومسلمًا، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وعلقه عبد اللطيف بنُ عبد القادر الشافعي مذهبًا والأشعري عقيدةً، القادري طريقةً، الحلبي مولدًا وموطنًا، غفر الله ذنوبهما وستر عيوبهما ولمن طلبَ المغفرة لهما ولكل المسلمين، والحمد لله رب العالمين.
1 / 95