عیون الانباء فی طبقات الاطباء

ابن ابی اصبیعه d. 668 AH
89

عیون الانباء فی طبقات الاطباء

عيون الأنباء في طبقات الأطباء

پژوهشگر

الدكتور نزار رضا

ناشر

دار مكتبة الحياة

محل انتشار

بيروت

واعمل على أَن الدَّهْر دوَل وَقَالَ لَا تصادم من كَانَ على الْحق وَلَا تحارب من كَانَ متمسكا بِالدّينِ وَقَالَ صير الدّين مَوضِع ملكك فَمن خَالفه فَهُوَ عَدو لملكك وَمن تمسك بِالسنةِ فَحَرَام عَلَيْك ذمه وَإِدْخَال المذلة عَلَيْهِ وَاعْتبر مِمَّن مضى وَلَا تكن عِبْرَة لمن بعْدك وَقَالَ لَا فَخر فِيمَا يَزُول وَلَا غنى فِيمَا لَا يثبت وَقَالَ عَامل الضَّعِيف من أعدائك على أَنه أقوى مِنْك وتفقد جندك تفقد من قد نزلت بِهِ الآفة واضطرته إِلَى مدافعتهم وَقَالَ دَار الرّعية مداراة من قد انهتكت عَلَيْهِ مَمْلَكَته وَكَثْرَة عَلَيْهِ أعداؤه وَقَالَ قدم أهل الدّين وَالصَّلَاح وَالْأَمَانَة على أَنَّك تنَال بذلك فِي الْعَاقِبَة الْفَوْز وتتزين بِهِ فِي الدُّنْيَا وَقَالَ اقمع أهل الْفُجُور على أَنَّك تصلح دينك ورعيتك بذلك وَقَالَ لَا تغفل فَإِن الْغَفْلَة تورث الندامة وَقَالَ لَا ترج السَّلامَة لنَفسك حَتَّى يسلم النَّاس من جورك وَلَا تعاقب غَيْرك على أَمر ترخص فِيهِ لنَفسك وَاعْتبر بِمن تقدم واحفظ مَا مضى والزم الصِّحَّة يلزمك النَّصْر وَقَالَ الصدْق قوام أَمر الْخَلَائق وَالْكذب دَاء لَا ينجو من نزل بِهِ وَمن جعل الْأَجَل أَمَامه أصلح نَفسه وَمن وسخ نَفسه أبغضته خاصته وَقَالَ لن يسود من يتبع الْعُيُوب الْبَاطِنَة من إخوانه من تجبر على النَّاس ذلته من أفرط فِي اللوم كره النَّاس حَيَاته من مَاتَ مَحْمُودًا كَانَ أحسن حَالا مِمَّن عَاشَ مذموما من نَازع السُّلْطَان مَاتَ قبل يَوْمه أَي ملك نَازع السوقة هتك شرفه أَي ملك تطنف إِلَى المحقرات فالموت أكْرم لَهُ وَقَالَ من أسرف فِي حب الدُّنْيَا مَاتَ فَقِيرا وَمن قنع مَاتَ غَنِيا من أسرف فِي الشَّرَاب فَهُوَ من السّفل من مَاتَ قل حساده وَقَالَ الْحِكْمَة شرف من لَا قديم لَهُ الطمع يُورث الذلة الَّتِي لَا تستقال اللؤم يهدم الشّرف ويعرض النَّفس للتلف سوء الْأَدَب يهدم مَا بناه الأسلاف الْجَهْل سر الْأَصْحَاب بذل الْوَجْه إِلَى النَّاس هُوَ الْمَوْت الْأَصْغَر يَنْبَغِي للمدبر أَن لَا يتَّخذ الرّعية مَالا وقنية وَلَكِن يتخذهم أَهلا وإخوانا وَلَا يرغب فِي الْكَرَامَة الَّتِي ينالها من الْعَامَّة كرها وَلَكِن فِي الَّتِي يَسْتَحِقهَا بِحسن الْأَثر وصواب التَّدْبِير

1 / 100