قيل: إن الله -تعالى - أخبر أنه يطهرنا بهذا الماء، وأنه طهور على أي صفة تستعمل، وهلي فعل هو الطهارة بنفسه أو باستعمالنا له؟
مأخوذ من دلالة أخرى.
وجواب آخر: وهو أن الآية من هذه الجهة جملة، لأنه لما قال: ﴿طَهُورًا﴾ ولم يذكر أفعالنا فيه، فظاهره أن نفس الماء يفعل ذلك، وقد علمنا أن المراد شيء آخر، فنقول: إنَّه طهور إذا استعملناه ونوينا.
وجواب آخر: وهو أن النبي ﷺ قال: «جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا»، ثم يدل هذا -عندكم - على سقوط النية في التيمم، كذلك قوله ﴿طَهُورًا﴾ لا يدل على سقوط النية من الوضوء، وهكذا ما روي من قوله ﵇: «التراب طهور المسلم»، ولم يدل على سقوط
1 / 125