- هجرته (١): ⦗٢٤⦘.
هاجر عثمان إلى أرض الحبشة فارًا بدينه مع زوجته رقية بنت رسول اللَّه ﷺ، فكان أول مهاجر إليها، ثم تابعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة، ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة. عن أنس قال: أول من هاجر إلى الحبشة عثمان، وخرجت معه ابنة رسول اللَّه ﷺ (٢)، فأبطأ على رسول اللَّه ﷺ خبرهما، فجعل يتوكف الخبر فقدمت امرأة من قريش من أرض الحبشة فسألها، فقالت: رأيتها، فقال: "على أيّ حال رأيتها؟ " قالت: رأيتها وقد حملها على حمار من هذه الدواب وهو يسوقها، فقال النبي ﷺ: "صحبهما اللَّه، إن كان عثمان لأول من هاجر إلى اللَّه ﷿ بعد لوط" (٣) .
_________
(١) الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج ٢/ص ٦٩٢، ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج ٣/ص ٧٤، السيوطي، تاريخ الخلفاء ص ١٢٠.
(٢) الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج ١/ص ٥٤٧، السيوطي، تاريخ الخلفاء ص ١٢٠.
(٣) رواه ابن أبي عاصم في السنة (٢: ٥٩٦) .
- تبشيره بالجنة (١): كان عثمان ﵁ أحد العشرة الذين شهد لهم رسول اللَّه ﷺ بالجنة. عن أبي موسى الأشعري (٢)، قال: كنت مع رسول اللَّه ﷺ في حديقة بني فلان والباب علينا ⦗٢٥⦘ مغلق إذ استفتح رجل فقال النبي ﷺ: "يا عبد اللَّه بن قيس، قم فافتح له الباب وبشَّره بالجنة" فقمت، ففتحت الباب فإذا أنا بأبي بكر الصدِّيق فأخبرته بما قال رسول اللَّه ﷺ، فحمد اللَّه ودخل وقعد، ثم أغلقت الباب فجعل النبي ﷺ ينكت بعود في الأرض فاستفتح آخر فقال: يا عبد اللَّه بن قيس قم فافتح له الباب وبشَّره بالجنة، فقمت، ففتحت، فإذا أنا بعمر بن الخطاب فأخبرته بما قال النبي ﷺ، فحمد اللَّه ودخل، فسلم وقعد، وأغلقت الباب فجعل النبي ﷺ ينكت بذلك العود في الأرض إذ استفتح الثالث الباب فقال النبي ﷺ: "يا عبد اللَّه بن قيس، قم فافتح الباب له وبشره بالجنة على بلوى تكون" (٣)، فقمت، ففتحت الباب، فإذا أنا بعثمان بن عفان، فأخبرته بما قال النبي ﷺ، فقال: "اللَّه المستعان وعليه التكلان"، ثم دخل، فسلم وقعد. وقال ﷺ: "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، والآخر لو شئت سميته" (٤)، ثم سمَّى نفسه. وعن سعيد بن زيد أن رجلًا قال له: أحببت عليًا حبًا لم أحبه شيئًا قط. قال: "أحسنت، ⦗٢٦⦘ أحببت رجلًا من أهل الجنة". قال: وأبغضت عثمان بغضًا لم أبغضه شيئًا قط، قال: "أسأت، أبغضت رجلًا من أهل الحنة"، ثم أنشأ يحدث قال: بينما رسول اللَّه ﷺ على حراء ومعه أبو بكر وعمر، وعثمان وعلي، وطلحة والزبير قال: "اثْبُتْ حِرَاءُ ما عليك إلا نبيُّ أو صدِّيق أو شهيد" (٥) . وعن أنس قال: صعد النبي ﷺ أحدًا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف الجبل فقال: "اثبت أحد فإنما عليك نبيٌّ وصدِّيق وشهيدان" (٦) . وعن حسان بن عطية قال: قال رسول اللَّه ﷺ: "غفر اللَّه لك يا عثمان ما قدَّمتَ، وما أخَّرتَ، وما أسررتَ، وما أعلنتَ، وما هو كائن إلى يوم القيامة" (٧) . _________ (١) تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي، حسن إبراهيم حسن، ج ١/ص ٢٥٣. (٢) هو عبد اللَّه بن قيس بن سليم بن حضّار بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهز بن الأشعر، أبو موسى الأشعري، من بني الأشعر من قحطان، صحابي من الشجعان الولاة الفاتحين، أحد الحكمين اللذين رضي بهما علي ومعاوية بعد حرب صفِّين، ولد في زبيد باليمن سنة ٢١ ق. هـ، قدم مكة عند ظهور الإسلام، فأسلم، وهاجر إلى أرض الحبشة، ثم استعمله رسول اللَّه ﷺ على زبيد وعدن، ولاه عمر بن الخطاب البصرة سنة ١٧ هـ، افتتح أصبهان والأهواز، ولما ولي عثمان أقرَّه عليها، ثم عزله، فانتقل إلى الكوفة، فطلب أهلها من عثمان توليته عليهم، فولاه فأقام بها إلى أن قتل عثمان، فأقرَّه عليّ، ثم كانت وقعة الجمل وأرسل علي يدعو أهل الكوفة لينصروه، فأمرهم أبو موسى بالقعود في الفتنة، فعزله علي فأقام إلى أن كان التحكيم وخدعه عمرو بن العاص، فارتد أبو موسى إلى الكوفة، فتوفي فيها سنة ٤٤ هـ، كان أحسن الصحابة صوتًا في التلاوة، خفيف الجسم، قصيرًا، وفي الحديث: "سيد الفوارس أبو موسى". للاستزادة راجع: تهذيب الكمال ج ٢/ص ٧٢٤، تهذيب التهذيب ج ٥/ص ٣٦٢، تقريب التهذيب ج ١/ص ٤٤١، خلاصة تهذيب التهذيب ج ٢/ص ٨٩، الكاشف ج ٢/ص ١١٩، تاريخ البخاري الكبير ج ٥/ص ٢٢، الجرح والتعديل ج ٥/ص ١٣٨، الثقات ج ٣/ص ٢٢١، التجريد ج ١/ص ٣٣٠، الإصابة ج ٤/ص ٢١١، الاستيعاب ج ٣/ص ٦٧٩، الوافي بالوفيات ج ١٧/ص ٤٠٧، سير الأعلام ج ٢/ص ٣٨٠، صفة الصفوة ج ١/ص ٣٣٥، طبقات ابن سعد ج ٤/ص ٧٩، غاية النهاية ج ١/ص ٤٤٢، حلية الأولياء ج ١/ص ٢٥٦. (٣) رواه ابن أبي عاصم في السنة (٢: ٥٤٦)، والبغوي في شرح السنة (١٤: ١٠٨) . (٤) رواه أبو داود في كتاب السنة، باب: في الخلفاء، وابن ماجه في المقدمة، باب: فضائل أصحاب رسول اللَّه ﷺ، وأحمد في (م ١/ص ١٨٧) . (٥) رواه أبو داود في كتاب السنة، باب: في الخلفاء، والترمذي في كتاب المناقب، باب: ٢٧، وابن ماجه في المقدمة باب: في فضائل أصحاب رسول اللَّه ﷺ. (٦) رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب: قول النبي ﷺ: "لو كنت متخذًا خليلًا"، وأبو داود في كتاب السنة، باب: في الخلفاء، وأحمد في (م ٥/ص ٣٣١) . (٧) رواه المتقي الهندي في كتاب كنز العمال (٣٢٨٤٧)، وابن عدي في الكامل في الضعفاء (٦: ٢٢٥٣) .
- تبشيره بالجنة (١): كان عثمان ﵁ أحد العشرة الذين شهد لهم رسول اللَّه ﷺ بالجنة. عن أبي موسى الأشعري (٢)، قال: كنت مع رسول اللَّه ﷺ في حديقة بني فلان والباب علينا ⦗٢٥⦘ مغلق إذ استفتح رجل فقال النبي ﷺ: "يا عبد اللَّه بن قيس، قم فافتح له الباب وبشَّره بالجنة" فقمت، ففتحت الباب فإذا أنا بأبي بكر الصدِّيق فأخبرته بما قال رسول اللَّه ﷺ، فحمد اللَّه ودخل وقعد، ثم أغلقت الباب فجعل النبي ﷺ ينكت بعود في الأرض فاستفتح آخر فقال: يا عبد اللَّه بن قيس قم فافتح له الباب وبشَّره بالجنة، فقمت، ففتحت، فإذا أنا بعمر بن الخطاب فأخبرته بما قال النبي ﷺ، فحمد اللَّه ودخل، فسلم وقعد، وأغلقت الباب فجعل النبي ﷺ ينكت بذلك العود في الأرض إذ استفتح الثالث الباب فقال النبي ﷺ: "يا عبد اللَّه بن قيس، قم فافتح الباب له وبشره بالجنة على بلوى تكون" (٣)، فقمت، ففتحت الباب، فإذا أنا بعثمان بن عفان، فأخبرته بما قال النبي ﷺ، فقال: "اللَّه المستعان وعليه التكلان"، ثم دخل، فسلم وقعد. وقال ﷺ: "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، والآخر لو شئت سميته" (٤)، ثم سمَّى نفسه. وعن سعيد بن زيد أن رجلًا قال له: أحببت عليًا حبًا لم أحبه شيئًا قط. قال: "أحسنت، ⦗٢٦⦘ أحببت رجلًا من أهل الجنة". قال: وأبغضت عثمان بغضًا لم أبغضه شيئًا قط، قال: "أسأت، أبغضت رجلًا من أهل الحنة"، ثم أنشأ يحدث قال: بينما رسول اللَّه ﷺ على حراء ومعه أبو بكر وعمر، وعثمان وعلي، وطلحة والزبير قال: "اثْبُتْ حِرَاءُ ما عليك إلا نبيُّ أو صدِّيق أو شهيد" (٥) . وعن أنس قال: صعد النبي ﷺ أحدًا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف الجبل فقال: "اثبت أحد فإنما عليك نبيٌّ وصدِّيق وشهيدان" (٦) . وعن حسان بن عطية قال: قال رسول اللَّه ﷺ: "غفر اللَّه لك يا عثمان ما قدَّمتَ، وما أخَّرتَ، وما أسررتَ، وما أعلنتَ، وما هو كائن إلى يوم القيامة" (٧) . _________ (١) تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي، حسن إبراهيم حسن، ج ١/ص ٢٥٣. (٢) هو عبد اللَّه بن قيس بن سليم بن حضّار بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهز بن الأشعر، أبو موسى الأشعري، من بني الأشعر من قحطان، صحابي من الشجعان الولاة الفاتحين، أحد الحكمين اللذين رضي بهما علي ومعاوية بعد حرب صفِّين، ولد في زبيد باليمن سنة ٢١ ق. هـ، قدم مكة عند ظهور الإسلام، فأسلم، وهاجر إلى أرض الحبشة، ثم استعمله رسول اللَّه ﷺ على زبيد وعدن، ولاه عمر بن الخطاب البصرة سنة ١٧ هـ، افتتح أصبهان والأهواز، ولما ولي عثمان أقرَّه عليها، ثم عزله، فانتقل إلى الكوفة، فطلب أهلها من عثمان توليته عليهم، فولاه فأقام بها إلى أن قتل عثمان، فأقرَّه عليّ، ثم كانت وقعة الجمل وأرسل علي يدعو أهل الكوفة لينصروه، فأمرهم أبو موسى بالقعود في الفتنة، فعزله علي فأقام إلى أن كان التحكيم وخدعه عمرو بن العاص، فارتد أبو موسى إلى الكوفة، فتوفي فيها سنة ٤٤ هـ، كان أحسن الصحابة صوتًا في التلاوة، خفيف الجسم، قصيرًا، وفي الحديث: "سيد الفوارس أبو موسى". للاستزادة راجع: تهذيب الكمال ج ٢/ص ٧٢٤، تهذيب التهذيب ج ٥/ص ٣٦٢، تقريب التهذيب ج ١/ص ٤٤١، خلاصة تهذيب التهذيب ج ٢/ص ٨٩، الكاشف ج ٢/ص ١١٩، تاريخ البخاري الكبير ج ٥/ص ٢٢، الجرح والتعديل ج ٥/ص ١٣٨، الثقات ج ٣/ص ٢٢١، التجريد ج ١/ص ٣٣٠، الإصابة ج ٤/ص ٢١١، الاستيعاب ج ٣/ص ٦٧٩، الوافي بالوفيات ج ١٧/ص ٤٠٧، سير الأعلام ج ٢/ص ٣٨٠، صفة الصفوة ج ١/ص ٣٣٥، طبقات ابن سعد ج ٤/ص ٧٩، غاية النهاية ج ١/ص ٤٤٢، حلية الأولياء ج ١/ص ٢٥٦. (٣) رواه ابن أبي عاصم في السنة (٢: ٥٤٦)، والبغوي في شرح السنة (١٤: ١٠٨) . (٤) رواه أبو داود في كتاب السنة، باب: في الخلفاء، وابن ماجه في المقدمة، باب: فضائل أصحاب رسول اللَّه ﷺ، وأحمد في (م ١/ص ١٨٧) . (٥) رواه أبو داود في كتاب السنة، باب: في الخلفاء، والترمذي في كتاب المناقب، باب: ٢٧، وابن ماجه في المقدمة باب: في فضائل أصحاب رسول اللَّه ﷺ. (٦) رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب: قول النبي ﷺ: "لو كنت متخذًا خليلًا"، وأبو داود في كتاب السنة، باب: في الخلفاء، وأحمد في (م ٥/ص ٣٣١) . (٧) رواه المتقي الهندي في كتاب كنز العمال (٣٢٨٤٧)، وابن عدي في الكامل في الضعفاء (٦: ٢٢٥٣) .
1 / 24